"أنا باراك حسين اوباما اقسم أنني سأنفذ بأمانة مهمات منصب رئيس الولاياتالمتحدة، وسأعمل على صيانة وحماية دستور الولاياتالمتحدة والذود عنه". 35 كلمة بالإنكليزية رددها 43 رئيساً اميركياً منذ جورج واشنطن في عام 1789، لكن نكهتها ستكون مغايرة، وستكتسب رمزية تاريخية حين يتلوها اليوم باراك اوباما، الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة والاول من أصل أفريقي، وهو يؤدي القسم الدستوري على الكتاب المقدس ذاته الذي أقسم عليه الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ابراهام لينكولن، ملهم اوباما والذي ألغى العبودية في البلاد. خمسة عقود من النضال ضد التمييز العنصري في الولاياتالمتحدة، سيجسدها اوباما وهو يؤدي القسم أمام مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الاميركي في واشنطن، مختتماً مراسم تنصيبه رئيساً للبلاد. وأوضح مساعدون لأوباما ان خطاب التنصيب اليوم سيتحدث عن المسؤولية التي يتحملها كل فرد، كما سيحض الاميركيين على ان يستعدوا لأيام صعبة. وقال كبير موظفي البيت الابيض في الادارة الجديدة رام ايمانويل ان خطاب اوباما سيعلن انتهاء"ثقافة ان كل شيء مباح". وكان اوباما، ترافقه زوجته ميشيل وابنتاه ماليا وساشا، صفق ورقص خلال حفل موسيقي حضره مئات الآلاف من الاشخاص وشارك فيه عدد كبير من النجوم، بينهم بروس سبرينغستين وبونو وبيونسي وشاكيرا، في موقع نصب لينكولن الرمزي في واشنطن، وفي المكان ذاته حيث ألقى داعية الحقوق المدنية الاسود مارتن لوثر كينغ في عام 1963 خطاب"لدي حلم". كما قرأ الممثلون دنزل واشنطن ولورا ليني وتوم هانكس نصوصاً تاريخية تذكّر بأزمات سابقة في التاريخ الاميركي. وتلا هانكس هذا القول المأثور للينكولن:"كما ارفض ان اكون عبداً، ارفض ان اكون سيداً. هذه هي فكرتي عن الديموقراطية". وقال اوباما في كلمة في ختام الحفل الموسيقي ان"ما يعطيني الامل على رغم كل شيء، ليس الحجارة والرخام الذي يحيط بنا، بل انتم الاميركيون من كل الأعراق الذين جئتم من كل مكان ومن كل الظروف واجتمعتم هناك، لأنكم تؤمنون بما يمكن ان يكون عليه هذا البلد". وأضاف:"على رغم جسامة المهمة الماثلة أمامنا، اقف هنا متفائلاً كما لم اكن يوماً، بأن الولاياتالمتحدة ستثبت وستنتصر، وبأن حلم آبائنا المؤسسين سيبقى". وقبيل مشاركته في الحفل، وضع اوباما مع نائبه جوزف بايدن إكليلاً من الورد على نصب الجندي المجهول. وأفادت صحيفة"واشنطن بوست"ان أوباما تحدث الاسبوع الماضي عن احتمال أن توحد هويته العرقية الولاياتالمتحدة. وقال:"ثمة جيل بأكمله سينشأ مفترضاً بشكل مسلّم به أن أعلى منصب في البلاد يشغله أميركي من أصل أفريقي"، مضيفاً:"أعني انه شيء راديكالي. فهو يغيّر الكيفية التي ينظر بها الاطفال السود الى أنفسهم. كما يغيّر الكيفية التي ينظر بها الاطفال البيض الى الاطفال السود. ولن أقلل من قوة ذلك". وزاد:"ما آمل أن أقدمه، هو طريقة التفاعل مع أشخاص ليسوا مثلك ولا يتفقون معك. هذا سيغيّر مزاجنا السياسي". ومع بدء عهد اوباما رسمياً، يودع الاميركيون حقبة الرئيس جورج بوش التي دامت ثماني سنوات. وأمام بوابة البيت الابيض، وُضعت يافطة أعدها اميركيان كُتب عليها:"بوش اصبح في الخارج. انتهت المهمة". وأظهر استطلاع للرأي العام أجرته شبكة"سي أن أن"، ان 68 في المئة من الاميركيين يعتبرون ان رئاسة بوش كانت فاشلة، في مقابل 31 في المئة رأوا العكس. نشر في العدد: 16727 ت.م: 20-01-2009 ص: 18 ط: الرياض