تجددت أزمة عبور الغاز الروسي إلى أوروبا وعادت إلى نقطة البداية بعدما أوقفت كييف الإمدادات إلى أوروبا بسبب ما سمته"شروطاً روسية غير مقبولة". وعاد الطرفان الروسي والأوكراني إلى تبادل اتهامات في شأن المسؤولية عن التطور، فيما بدأت الحكومة الروسية اتصالات نشطة مع الجانب الأوروبي. وبعد مرور ساعات على إعلان"غازبروم"استئناف إمدادات الغاز الطبيعي تدريجاً إلى المستهلكين الأوروبيين، أعلنت كييف أنها لجأت إلى قطع الإمداد ووقف الضخ من الجانب الأوكراني، وقال الناطق باسم"نافتاغاز"أوكرانيا فالنتين زملانسكي:"إن الغاز الروسي إلى أوروبا لن يمر في الشبكة الأوكرانية بسبب شروط الترانزيت غير المقبولة التي تحاول غازبروم فرضها"، ولم يحدد الشروط الروسية التي تعارضها بلاده. علماً أن الطرفين توصلا قبل يوم واحدٍ من هذا التطور إلى اتفاق برعاية أوروبية لاستئناف إمدادات الغاز، وإشراك مراقبين أوروبيين للإشراف على عمليات العبور. وحمّلت"غازبروم"أوكرانيا المسؤولية عن تعطيل الاتفاق. ولفتت الشركة إلى أن الجانب الأوكراني لم يسمح للمراقبين الروس بدخول محطات قياس ضغط الغاز ومركز التحكم والمراقبة التابع لشبكة نقل الغاز الأوكراني، في مخالفة لبروتوكول مراقبة ترانزيت الغاز إلى أوروبا الموقّع يوم الاثنين في بروكسل. واوضح نائب رئيس غازبروم ألكسندر ميدفيديف، أن سلوك أوكرانيا يتناقض مع الاتفاقات التي وقع عليها الجانبان، ويعوق الجانب الروسي عن تنفيذ التزاماته أمام المستهلكين الأوروبيين. وقال إنه تحدث مع ممثل الجانب الأوروبي ونقل إليه تصرفات أوكرانيا، فأبدى تفهماً لموقف"غازبروم"، واعتبر الموضوع"حالة طارئة"وخارجة عن إرادة روسيا. وحمل على أوكرانيا بشدة، واتهم كييف بأنها"تعاملت في شكل فج"، في إشارة إلى قيامها بإبلاغ الروس أن شبكة أنابيب عبور الغاز حُوّلت لتغطية الاحتياجات الداخلية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مراقبين دوليين، أن الضغط في محطة ضخ الغاز في روسيا من الحدود، ارتفع إلى 75 مكافئاً للضغط الجوي، بينما لم يرتفع الضغط في الجهة المقابلة من أوكرانيا، ما يعني أن الشبكة مغلقة. ونقلت وكالة"انترفاكس"أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، أخبر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو أن إمدادات الغاز الطبيعي لم تعبر إلى شبكة نقل الغاز الأوكرانية بسبب إغلاقها من جانب كييف. نشر في العدد: 16721 ت.م: 2009-01-14 ص: 22 ط: الرياض