أعرب رئيس الوزراء التشيخي ميريك توبولانك عن أمله في استئناف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في غضون 36 ساعة بعد توقف دام أياماً. جاء ذلك في كييف عقب توقيع أوكرانيا بروتوكولاً لمراقبة ترانزيت الغاز عبر أراضيها في ختام لقاء بين رئيسة مجلس الوزراء الأوكراني يوليا تيموشينكو وزميلها التشيخي الذي وصل كييف آتياً من موسكو مساء أول من أمس. وانضم الجانب الأوكراني بذلك إلى روسيا والاتحاد الأوروبي، اللذين وقعا أول من أمس في موسكو الوثيقة التي تنص على استحداث آلية دولية لمراقبة ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا. ووقع البروتوكول نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي إيغور سيتشين ورئيس شركة"غازبروم"ألكسي ميللر عن الجانب الروسي، ووزير الصناعة والتجارة التشيخي مارتين رجيمان عن الجانب الأوروبي. وقبل التوقيع على البروتوكول التقى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في نوفو أوغاريوفو توبولانك الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حالياً. يُذكر ان لجنة المراقبة المتعددة الطرف ستتضمن ممثلين عن كل من شركتي"غازبروم"الروسية وپ"نفتاغاز"الأوكرانية، ووزارتي الطاقة الروسية والأوكرانية، والمفوضية الأوروبية، وشركات مستهلكة للغاز الروسي في أوروبا، وهيئات دولية متخصصة في المراقبة في مجال نقل موارد الطاقة، وفق اقتراح موسكو للحيلولة دون ما تدعيه سرقة للغاز الروسي في شبكة الأنابيب والمستودعات الأوكرانية. وتتفقد بعثات المراقبين محطات قياس ضغط الغاز الحدودية على مسارات خطوط الترانزيت من روسيا عبر أوكرانيا ومخازن الغاز تحت الأرض داخل أوكرانيا. وفي بروكسيل، أعرب المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة أندريس بيبالغس عن اعتقاده بأن البعثة الدولية المكلفة مراقبة إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا قد تباشر عملها قريباً لتستأنف الإمدادات بعد توقف منذ 7 كانون الثاني يناير الجاري. إلى ذلك، قررت الحكومة السلوفاكية، بسبب أزمة الغاز، إعادة تشغيل الوحدة الثانية من محطة"ياسلوفسكي بوهونيتش في 1"غرب البلاد التي أُوقفت عن العمل آخر أيام 2008، وفقاً لرئيس الوزراء روبرت فيكو. وقال فيكو في ختام اجتماع استثنائي للحكومة ان"حكومة الجمهورية السلوفاكية قررت، لما فيه مصلحة سلوفاكيا والصناعة والمواطنين، البدء بكل الأعمال التقنية حتى تمكن إعادة تشغيل هذه الوحدة في اقرب وقت". وأوضح ان الحكومة اتخذت القرار أول من أمس"لدى تجاوز نقطة حساسة"تتعلق بالفترة التقنية الضرورية المحددة بستة أيام تجريبية قبل بدء الإنتاج. وكانت الوحدة الثانية من المحطة أوقفت في 31 كانون الأول ديسمبر الماضي، تطبيقاً لالتزامات اتخذتها سلوفاكيا قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكانت الوحدة الأولى من المحطة أغلقت أواخر عام 2006. وأوضح رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي:"ندرك ان ثمة خرقاً لشروط معاهدة الانضمام"إلى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى ان الحكومة تتحمل مسؤولياتها. وأضاف ان التأخر في تشغيل الوحدة الثانية كان سينجم عنه خطر وقوع البلاد في العتمة، مشيراً إلى انه يتابع باهتمام مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع روسياوأوكرانيا. وقال فيكو ان الوحدة الثانية ستشغل الفترة"الضرورية"حتى يسود الاستقرار"المطلق"سوق الغاز والامتلاء التام لخزانات الغاز. وأكد توافر"المعايير الأمنية كلها"في مفاعل ياسلوفسكي وأنه أُوقف عن العمل لأسباب"سياسية". وكان الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر المعايير الأمنية غير كافية، طلب إقفال الوحدة الثانية التي ترقى إلى ثمانينات القرن الماضي مع مفاعلات سوفياتية الصنع. وتعليقاً على مشروع إعادة تشغيل مفاعل ياسلوفسكي، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو البلدان الأوروبية إلى احترام التزاماتها. واحتجت النمسا المجاورة أيضاً على إعادة تشغيل المفاعل في سلوفاكيا. وتستورد سلوفاكيا العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004 اكثر من 98 في المئة من حاجتها من النفط والغاز من روسيا عبر أوكرانيا. وتوقف تسليم الغاز الروسي إلى سلوفاكيا منذ مساء الثلثاء الماضي. وتضطر سلوفاكيا كذلك إلى استيراد نحو 20 في المئة من استهلاكها للكهرباء. نشر في العدد: 16719 ت.م: 12-01-2009 ص: 22 ط: الرياض