سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليمان يطلب ضغطاً على إسرائيل للانسحاب من شبعا وواشنطن ترى ترسيم الحدود مع سورية أولاً . لبنان : لقاء بري والحريري يطلق "بيروت الإدارية" منزوعة الصور واللافتات
أعطى لقاء رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أمس، الضوء الأخضر لبدء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي نزع الصور واللافتات والشعارات فوراً من بيروت الإدارية في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، على أن تكون هذه الخطوة من ضمن خطة شاملة تشمل لاحقاً بيروت الكبرى، من نهر الكلب الى خلدة مروراً بالطريق الى مطار رفيق الحريري الدولي، وتمتد في ما بعد لتشمل كل لبنان. راجع ص 5 و6 وجاء لقاء بري والحريري قبل ساعات من اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ونظيره الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض، وبعد أقل من 24 ساعة على لقاء الحريري ووفد من نواب"حزب الله"برئاسة رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"محمد رعد، الذي أطلق إشارة إيجابية باتجاه التحضير لعقد اللقاء الموعود بين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والنائب الحريري قبل بدء عطلة عيد الفطر، ما من شأنه تنفيس أجواء الاحتقان وتحقيق انفراج أمني. وعلمت"الحياة"من مصادر مواكبة للقاء سليمان مع بوش، ان الرئيسين تطرقا الى المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، واستعداد الإدارة الأميركية لإرسال وفد الى لبنان في الأسابيع المقبلة للوقوف على حاجات القوى الأمنية. وطلب سليمان من واشنطن الضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا. فيما أكدت الإدارة الأميركية ضرورة تنفيذ دمشق مطالب المجتمع الدولي وترسيم الحدود مع لبنان كخطوة أولى. وكان بوش أشار في مستهل اللقاء، في المكتب البيضاوي، الى انه تابع باهتمام تصريحات سليمان منذ توليه الرئاسة. وقال:"تصريحاتكم اثارت اعجابي، ونحن معجبون اكثر بالحوار الوطني الذي تجرونه في محاولة لتحقيق مصالحة... الولاياتالمتحدة فخورة بالوقوف الى جانبكم. مهمتنا هي مهمتكم: بلد قوي وقادر، بلد يستطيع شعبه صنع سلام". ورد سليمان بتأكيد ان لبنان يشارك الولاياتالمتحدة في العديد من قيمها، وبينها نشر الحرية ومحاربة الارهاب، وشكر بوش على دعم ادارته للحكومة اللبنانية وخصوصا الجهود لتقوية الجيش اللبناني. وقال:"هناك العديد من الامور المشتركة بين الشعب الاميركي والشعب اللبناني. نحن هنا أيضا لاعادة تأكيد حقنا بان يكون لبنان مزدهرا وديموقراطيا. سيدي الرئيس نحن هنا ايضا لتأكيد الحاجة الى تحرير كل الاراضي اللبنانية وايضا لتأكيد أن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين هو في وطنهم لا في لبنان". وفي بيروت، وفي كلمة له في إفطار لمؤسسات حركة"أمل"التربوية نوه بري بانطلاق الحوار برعاية سليمان، مؤكداً أن لا سبيل أمام اللبنانيين غير الحوار والديموقراطية. وشدد على ضرورة التزام ميثاق الشرف الإعلامي ووقف كل أشكال"الحرب الباردة"وتعزيز المصالحات وتطويرها الى تفاهمات واتفاقات. ,أكد الاتفاق مع الحريري على نزع الصور والشعارات من بيروت أولاً، داعيا الى اجتماعات للجان أهلية والعائلات للتلاقي، لأن إثارة العصبيات واستمرار التعبئة ونقل التوترات مخاطرة بالوطن، وإلقاء مزيد من المهمات على الجيش هو مخاطرة بالجنوب. ودعا بري"الاخوة الفلسطينيين"الى ضبط الوضع في المخيمات ومنع استغلالها من فئات تؤثر في الأولويات الفلسطينية والساحة اللبنانية. وعلى الصعيد الاجتماعي دعا الى رزمة من المشاريع الإنمائية لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وأكد ان البرلمان سيستكمل اتفاق الدوحة عبر إقرار مشروع قانون الانتخاب الجديد مع الاصلاحات غداً، آملاً بأن يكون لمرة واحدة حسب قانون 1960، ومؤكداً ضرورة اعتماد لبنان دائرة واحدة مع النسبية. واعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها بان لقاء بري والحريري واجتماع الأخير مع وفد"حزب الله"كانا ضروريين لتوفير الغطاء السياسي للقوى الأمنية الشرعية للمباشرة في نزع الصور واللافتات من بيروت الإدارية، خصوصاً ان هذه القوى استكملت جاهزيتها لإنجاح الخطوة، التي تشكل اختباراً للنيات على طريق تعميمها على جميع المناطق اللبنانية. ويعيد نزع الصور والشعارات بيروت الإدارية الى ما كانت عليه قبل حوادث 7 أيار مايو الماضي، ويؤكد نية الأطراف اللبنانيين الموقعين على اتفاق الدوحة استئناف الحوار برعاية سليمان للسير قدماً في استكمال تطبيق بنود هذا الاتفاق، الذي سيكون على موعد مع الجلسة النيابية التشريعية التي تعقد غداً في البرلمان وعلى جدول أعمالها إقرار مشروع قانون الانتخاب الجديد بشقيه: التقسيمات الانتخابية والإصلاحات السياسية والإدارية. وعلمت"الحياة"، في هذا الإطار، ان لقاء بري والحريري تطرق الى المواقف المبدئية من قانون الانتخاب، وان الحريري أكد أن الأكثرية تميل الى حسم موقفها من النقطة التي ما زالت عالقة في مشروع القانون، الخاصة بحق رؤساء البلديات في الترشح لمصلحة السماح لهم بخوض الانتخابات النيابية شرط أن يتقدموا باستقالاتهم قبل ستة شهور من موعد إجرائها. ومع أن بري يتريث في تحديد موقفه من البند المتعلق بترشح رؤساء البلديات، فإنه وعد بإجراء الاتصالات اللازمة برؤساء الكتل النيابية للوقوف على رأيها، على رغم أن رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون استبق ما سيتوصل اليه النواب في الجلسة العامة في هذا الشأن مهدداً بالانسحاب من الحوار، في حال أقر البرلمان ترشح رؤساء البلديات شرط الاستقالة قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات، ومشترطاً استبدال مدة الاستقالة بسنتين. وسئل الحريري بعد اجتماعه مع بري عن رأيه بتهديد عون بمقاطعة الحوار الوطني إذا استمرت الأكثرية في"التلاعب"بقانون الانتخاب، فقال:"هذا شأنه إذا أراد الانسحاب من الحوار وليتحمل تبعات انسحابه، ونحن لا نتلاعب بقانون الانتخاب، وهناك تصويت في البرلمان، وإذا لم تكن اللعبة الديموقراطية تعجبه فهذا شأنه وقراره".