أعلن "مجلس الاحتياط الفيديرالي" الأميركي في نيويورك أمس، وهو يقوم عادة بدور الوسيط بين البنك المركزي الاميركي واسواق المال, انه"سيجري عملية اعادة تمويل ضخمة للبنوك الأميركية"، لم تكن مقررة في خططه سابقاً، وكشف أنه ضخ 50 بليون دولار في القطاع المصرفي وأنه مستعد لبذل المزيد في حال اقتضى الوضع ذلك. وكان الكثير من المصارف المركزية ضخ سيولة في الأوساط المصرفية لتبديد القلق الناجم عن اعلان بنك الأعمال"ليمان براذرز"إفلاسه، وشراء"ميريل لينش"من"بنك أوف أميركا"والصعوبات المتعاظمة التي تعاني منها شركة التأمين العملاقة"ايه آي جي"، التي انهار سهمها أمس بنسبة 70 في المئة عند افتتاح البورصة وسط مخاوف متزايدة من إفلاسها، خصوصاً انها كانت تعتبر أكبر مجموعة تأمين في العالم. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش سارع إلى طمأنة الأسواق والمواطنين في وقت متأخر أول من أمس، ان ادارته تعمل من أجل الحد من تأثير إفلاس بنك"ليمان براذرز"وانعكاساته على أسواق المال، وعبّر عن التفاؤل ازاء مرونة هذه الأسواق. وأعرب عن امتنانه للجهات التنظيمية والمؤسسات المالية العالمية على جهودها"لتشجيع الاستقرار في الأنظمة المالية". ويبلغ مجموع المستحقات المترتبة عليه في اليابان لغاية 31 آب أغسطس الماضي 3 تريليون ين ياباني 29 بليون دولار. وتحولت الأنظار أمس إلى قطاع التأمين العالمي، بعد ان فشلت مجموعة"إيه آي جي"الأميركية العملاقة للتأمين، التي بدأت قبل ايام سباقاً ضد الساعة للحصول على تمويلات ضرورية لها لكي تتجنّب مصير مصرف"ليمان براذرز"، في اقناع وكالات الإئتمان بمتانتها المالية وسمعتها الجيدة, ما سيضطرها الى دفع بلايين الدولارات للوفاء بالتزاماتها المالية الضخمة. وكانت ولاية نيويورك, حيث مقر المجموعة, وحدها التي قبلت القيام بمبادرة وسمحت للمجموعة باقتطاع 20 بليون دولار من صناديق فروعها, لتأمين سير اعمالها. وتشمل نشاطات مجموعة التأمين وإعادة التأمين 74 مليون زبون حول العالم، غالبيتهم من الأميركيين. وسيجد هؤلاء انفسهم من دون تأمين في حال افلاس الشركة التي يعمل فيها 116 ألف شخص في 130 دولة. وكانت قامت بتأمين الكثير من الاستثمارات، ضد عدم دفع احد مُصْدري السندات مستحقاته، أي ما يعرف بپ"كريديت ديفولت سوابس"، وخسرت 25 بليون دولار في أزمة القروض المنزلية الأميركية. وأعلنت انها ستكون مجبرة على توفير 13.3 بليون دولار لضمان مزيد من هذه الأدوات المالية في حال قلصت وكالات التصنيف الثلاث ترتيبها الائتماني درجة واحدة. وكما حدث مع"ليمان"، رفضت وزارة الخزانة الأميركية استثمار اي مبلغ من الأموال العامة في إنقاذ نشاطات شركة التأمين. إلى ذلك، أفادت صحيفة"وول ستريت جورنال"ان بنك الأعمال الاميركي"ليمان براذرز"المفلس يتفاوض مجدداً مع بنك"باركليز"البريطاني الذي كان يفكر في تقديم عرض لشرائه. وفي باريس، خففت وزيرة الاقتصاد والمال الفرنسية، كريستين لاغارد، من أهمية تأثير ما يحصل مع المؤسسات المالية الأميركية في أوضاع المؤسسات الفرنسية، وتابعت:"لحسن الحظ ان المصارف الفرنسية لن تتعرض إلا لآثار ضعيفة نسبياً"نتيجة الزلزال الذي أصاب أسواق المال في الولاياتالمتحدة". وأوضحت ان إفلاس مؤسسة"ليمان""لن يؤثر في شكل مباشر إلا في العاملين لدى الفرعين التابعين لها في فرنسا، وأن عددهم ليس كبيراً". البورصات وواصلت البورصات الأوروبية والآسيوية تراجعها، بينما كانت الحكومات والمصارف المركزية العالمية تحاول تهدئة المخاوف، بعد إشهار مصرف"ليمان براذرز"إفلاسه وشراء"بنك اوف اميركا"مجموعة"ميريل لينش". وفي باريس, بدأ المؤشر"كاك -40"الجلسة على انخفاض وتراجع 1.28 في المئة إلى 4100 نقطة، مقترباً من ادنى مستوى سجله منذ اكثر من ثلاث سنوات. وكانت"بورصة باريس"خسرت اول من أمس 3.78 في المئة من قيمتها في رابع تراجع حاد تسجله خلال العام الجاري. وفي فرانكفورت، خسر المؤشر"داكس"1.52 في المئة، وسجل مؤشر"فوتسي"في"بورصة لندن"ادنى مستوى له منذ اعتداءات قطارات الأنفاق في 7 تموز يوليو 2005 بتراجعه 3.16 في المئة، أي 164.20 نقطة، إلى 5040 نقطة. وكانت البورصات الآسيوية سبقتها إلى التراجع، وأغلق المؤشر"نيكاي"الياباني على تراجع بلغ 5.1 في المئة مسجلاً 11609.72 نقطة، في ادنى مستوى منذ ثلاث سنوات. وانخفض"توبكس"الياباني الأوسع نطاقاً 5.1 في المئة الى 1117.57 نقطة.اما"بورصة شنغهاي"فخسرت 4.47 في المئة عند الإغلاق، على رغم خفض معدلات الفائدة التي أعلنها المصرف المركزي الصيني سابقاً.