بينما وصف مخرج مسلسل "سعدون العواجي" نذير العواد قرار قناة "أبو ظبي" وقف المسلسل ب "المستعجل"، اعتبره بطل المسلسل رشيد عساف قراراً"حكيماً وصائباً". وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أصدر قراراً في وقت متأخر من ليل أول أمس بإيقاف عرض المسلسل، بعد مناشدات عدد من القبائل العربية لكون المسلسل يحاكي حقبة من تاريخها. وأشار العواد إلى أن المسلسل"تم إيقافه وأحداثه الفعلية لم تبدأ"، لافتاً إلى أنه"حصل على الموافقة لتصوير العمل مباشرة من أحفاد سعدون العواجي". وقال عساف:"لو شاهد هؤلاء الأحفاد نهاية المسلسل سيحمدون الله على أنهم في نعمة كبيرة الآن، ولن يتمنوا أبداً أن ترجع تلك الأيام الدامية". ويروي المسلسل في ثلاثين حلقة قصة سعدون العواجي ويقدم بحسب شركة الإنتاج قراءة متمعنة لحقبة تاريخية استعرضت سيرة شخص اشتهر بأخلاقه الحميدة التي مكنته من أن يكون محور مسلسل يطل من خلاله المشاهد على تشابكات الحياة البدوية. وصُوّّر العمل، الذي كان يبث حصرياً على تلفزيون أبوظبي ويعاد بثه على قناة الإمارات، في مدينة تدمر السورية نظراً الى تشابه تضاريس المدينة مع المناطق التي عاش فيها العواجي آنذاك، حيث سكنت قبيلته في مناطق امتدت من شمال نجد إلى حفر الباطن، وصولاً إلى منطقة الجزيرة بين العراق وسورية. ولم يدر في ذهن العواد أن يتم إيقاف مسلسله بعدما أوقفت مجموعة"ام بي سي"عرض مسلسل"فنجان الدم"، وقال:"العواجي مسلسل موثق وبذل فيه جهد كبير، ولا يتضمن أي إثارة للنعرات القبلية، وإنما يحوي سرداً دقيقاً للحقيقة بكامل حذافيرها". اما رشيد عساف الذي يجسد شخصية سعدون فرأى أن"قرار الإيقاف شأن داخلي يخص دولة الإمارات وحدها وكل دولة تعمل بما تراه مناسباً"، وأضاف:"نحن فقط نلتزم بتقديم العمل وتسليمه في موعده، ولا نستطيع أن نتدخل في قرارات الغير". ولم يخف الممثل السوري تلقيه عدداً من التهديدات بالتصفية بعد بداية عرض المسلسل، إضافة إلى بعض الشكاوى من قبيلة معينة،"أبرزها شكوى تتهمنا بأننا نشبّه شخصية سعدون العواجي بقاطع طريق، وهذا غير صحيح إطلاقاً". وأوضح المشرف العام على المسلسل ومدير شركة"مانشيت"المشاركة في الإنتاج علي المسعودي أنه يحترم قرار إيقاف المسلسل كونه صادر عن ولاة الأمر الذين رأوا المصلحة العامة بإيقافه، والابتعاد عن كل ما من شأنه شحن النفوس، مشيراً إلى"أن قرار الإيقاف صدر بالتنسيق بين القيادات الخليجية". وقال المسعودي:"حرصنا كل الحرص أن يكون العمل بعيداً من إثارة أي حساسيات بين المشاهدين، وتؤكد ذلك الحلقات السبع التي عرضت قبل قرار الإيقاف، إذ لم تصطدم بأي ردة فعل سلبية، والحلقات المتبقية من المسلسل مشابهة للتي انقضت من خلال ابتعادها عن إثارة النعرات القبلية". وأضاف المسعودي:"كنا حريصين على احترام كل الأسماء والقبائل"، مشيراً إلى أن القصة التي حكاها المسلسل تسلط الضوء على علاقات الترابط المتينة بين القبائل والتي لا يمكن أن يؤثر فيها أي عمل تلفزيوني"، معتبراً أن تاريخها أكبر من أن يحصر في عمل تلفزيوني قصير. وأكد أن"من الواجب علينا كعرب البحث في تاريخ الجزيرة العربية وإبراز مكارم الأخلاق والابتعاد عن ما من شأنه شحن النفوس وإثارة التعصب القبلي"، مطالباً الجميع بالاتفاق على صيغة معينة في التاريخ. وعن الخسائر المالية التي ستتكبدها جهة إنتاج المسلسل بعد إيقافه، علق المسعودي قائلاً:"ليست مهمة".