- عندما أتناول البوظة أعاني من ألم فظيع في أسناني يمتد إلى عيني ورأسي، وعندما أتناول المشروبات الحامضة والسكرية اسكبها مباشرة في حلقي كي أتحاشى لمس الأسنان، استشرت اكثر من طبيب أسنان، وفي كل مرة كانوا ينظفون الأسنان ويعطوني محلولاً للغرغرة ومعجوناً ضد الحساسية. حتى الآن لم أجد فائدة تذكر بل أن حالي زادت سوءاً إلى درجة أني اضطر أحياناً إلى وضع منديل في مكان أسناني المؤلمة وأعض عليه كي يهدأ الألم. - ما إن أتعرض للشمس حتى يصاب وجهي بالاحمرار وتظهر على جسمي بقع صغيرة حاكة جداً ومرتفعة قليلاً عن سطح الجلد، لكنها تختفي بعد ساعات من اللجوء الى الظل. إن هذه المشكلة تمنعني من التمتع بأشعة الشمس كغيري من الناس، فما هو الحل؟ - بعد ساعات من أخذي حماماً شمسياً ظهرت على جسمي بقع حمر مختلفة الأحجام والأشكال، استشرت الطبيب في شأنها فتبين أنني تحسست تجاه الشمس نتيجة تناولي أحد الأدوية... - ابني عمره 10 سنوات، عاد مرة من المدرسة وهو يعاني من اندفاع جلدي على الوجنتين والأنف أحمر اللون يأخذ شكل الفراشة. للوهلة الأولى ظننا أنه حرق شمسي، ولكن مضت أسابيع ولم يذهب اللون الأحمر فاستشرنا الطبيب لمعرفة الأمر فشك في إصابته بالذئبة، وبالفعل جاءت الفحوص المخبرية لتجعل الشك يقيناً، ومن وقتها نتخذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تعريض الطفل للشمس مباشرة... حساسية الأسنان، والحساسية الشمسية، والحساسية الكيماوية، وأمراض تزداد سوءاً في فصل الشمس، أربع مشكلات يمكنها ان تزعج الكثيرين فتحول العطلة الصيفية كابوساً، فلنستعرض معاً هذه المشاكل الأربع: حساسية الأسنان: اذا كانت قطعة من البوظة او احتساء شراب ساخن أو تناول طعام حلو تثير لديك ألماً غير محتمل في الأسنان فأنت بلا شك تعاني من حساسية في الأسنان، والأخيرة قد تحدث في سن واحدة أو أكثر، أما عن الأسباب المؤدية إليها فهي متنوعة، ولكن من المفيد قبل التطرق إليها إلقاء نظرة تشريحية عاجلة على تكوين السن، فهي تتألف من الداخل الى الخارج من: لب السن الحاوي على الأعصاب والأوعية الدموية، ثم الطبقة العاجية، تليها طبقة ميناء السن. ان التآكل الذي يطرأ على ميناء السن هو سبب إصابة الأسنان بالحساسية، وهذا التآكل قد يحصل نتيجة: - تفريش الأسنان الخاطئ واستعمال فراش خشنة تلحق الأذى بميناء السن. - الأسنان المتشققة والمتكسرة التي تزيح طبقة الميناء وتعري لب السن الحساس. - تناول المشروبات الحامضة والغازية خصوصاً الصودا، واستهلاك هذه المشروبات كثيراً يجعل جوف الفم حامضياً ومع استمرار الأمر ينشأ تآكل مستمر في طبقة الميناء، وتشارك في عملية التهديم هذه البكتيريا الموجودة في الفم التي تحول السكر الى أحماض تعمل نهشاً وتخريباً في الميناء. - تبييض الأسنان، إذ ظهر في السنوات القليلة الماضية هوس واضح في ابتياع المستحضرات التي تبيض الأسنان، والمشكلة الكبرى ان مستعملي هذه المبيضات يعرفون عنها انها تمكنهم من الحصول على أسنان ناصعة البياض فتراهم ينزلون غسلاً وفركاً في أسنانهم غير عابئين بما قد يحصل لهم بسبب هذا السلوك المتهور، صحيح ان هذه المركبات تزيل البقع الموجودة على الأسنان، غير انها تحتوي على مركبات تنهش ميناء السن فتسهم في إزالتها. - تعري جذور الأسنان التي لا تغطيها الميناء ما يجعل الأسنان حساسة تجاه عوامل مثل السخونة والبرودة. - نخر الأسنان بحد ذاته قد يكون وراء الأسنان الحساسة، وظهور الألم في السن عقب تناول الحلوى هو إنذار أكيد بوجود التسوس. - عامل التقدم في العمر، فالأسنان الحساسة تزداد وتيرة حدوثها مع التقدم في السن، ويلعب تراجع اللثة دوراً في ظهورها. - اصطكاك الأسنان، ببعضها البعض إرادياً أو لا ارادياً. إن الأسنان الحساسة مشكلة شائعة، والتقديرات تفيد ان خمسين في المئة من مرتادي العيادات يشكون منها. والتغلب على هذه المشكلة يحتاج الى إزالة العوامل التي تسهم في اندلاعها وفي كثير من الأحيان يحتاج الأمر الى مساندة فاعلة من طبيب الأسنان. الحساسية الشمسية: قد يدفع أشخاص ضريبة تعرضهم للشمس بأن يصابوا بالشرى او احمرار الجلد بسبب ارتكاس الجلد في شكل غير طبيعي اذ يحرر مواد كيماوية تؤدي الى تهيج الجلد وتسبب توسعاً في الأوعية الدموية ونشاطاً ملحوظاً على صعيد المكونات المناعية، والعامل الوراثي يلعب دوره في إطلاق الحساسية الجلدية لدى عوائل معينة. وفي ما يتعلق بالشرى الشمسي فهو يطاول النساء البالغات فقط، اذ لا تمضي دقائق من تعريض الجلد للشمس حتى تغزوه بقع حاكة مرتفعة يترواح قطرها بين بضعة ميليمترات وبضعة سنتيميترات، واللافت ان شكل هذه الرقع يتبدل خلال دقائق أو ساعات مخلفة وراءها أشكالاً جغرافية متباينة، وهي تختفي عادة بعد ساعة من اللجوء الى الظل. وتناول مضادات الهيستامين او الكورتزون يعجل برحيلها من دون ان تترك أضراراً تُذكر. أما احمرار الجلد الشمسي فيحصل في الذكور والإناث مع غلبة واضحة عند الجنس اللطيف بين سن 22 و35. والاحمرار لا يظهر على الفور بل بعد ساعات او أيام من التعرض للشمس، وهو يشاهد في القسم العلوي للجسم ما عدا الوجه، ويشفى الاحمرار عادة في غضون أيام من تلقاء ذاته. ومن صفات هذا الاحمرار انه يعاود الظهور في كل سنة يتم فيها التعرض للشمس للمرة الأولى. ومن الممكن الوقاية من هذا الاحمرار بتناول بعض الأدوية التي لا تخفى على الطبيب المعالج. الحساسية الكيماوية: قد يتناول المريض أحد الأدوية أو قد يضع على جلده مرهماً دوائياً فيتم كل شيء على ما يرام، ولكن ما أن يشرّع المصاب جلده للشمس حتى تظهر عليه بوادر التحسس، فيغدو لون الجلد أحمر أو بنياً أو أزرق، أما السبب فيرجع إلى أن الأدوية والدهونات تجعل الجلد أكثر حساسية تجاه الأشعة الشمسية فوق البنفسجية. وهناك طائفة واسعة من العقاقير التي تسبب الحساسية الكيماوية منها: * مضادات الالتهاب مثل بيروكسيكام وكيتوبروفين. * بعض الأدوية المخدرة مثل البينزوكائين. * مركبات السولفاميد. * المضادات الحيوية من زمرة التتراسكلين. * الحبوب المانعة للحمل. * بعض المسهلات والمدرات البولية ومضادات الفطور. * أملاح الحمض الصفصافي. * العقاقير المضادة للورم. * كريم الفيتامين أ الموضعي الذي يستعمل كثيراً في علاج حب الشباب. أمراض جلدية تزداد سوءاً في الصيف: هناك بعض الأمراض الجلدية تزداد سوءاً مع الأشعة الشمسية، فعلى سبيل المثال في مرض الذئبة المناعي المنشأ تشتد وطأة المظاهر الجلدية للمرض لكنها تخف وتهدأ عند الوقاية من الشمس. وفي داء الهربس الشفوي قد تكون الشمس الشرارة التي تسهم في إيقاظ فيروس الهربس النائم في الجسم.