وقعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها التشيخي كاريل شوارزينبرغ في براغ أمس، اتفاقا ثنائيا بشأن الصواريخ الدفاعية يسمح بنشر نظام رادار اميركي لرصد الصواريخ على الاراضي التشيخية. ويتعين موافقة البرلمان التشيخي على الاتفاق. في غضون ذلك، نشر ناشطو غرينبيس صورة هدف ضخم على احدى التلال المطلة على وسط براغ أمس، قبل وصول رايس. ورفع الناشطون لافتة تفيد:"لا تجعلوا منا هدفاً". وكثفت حركات السلام تحركاتها في الأشهر المنصرمة، فنفذت مسيرات وإضرابات عن الطعام واعتصامات على المنطقة العسكرية المخصصة لإنشاء الرادار، كما أعلنت عن تظاهرة يوم توقيع الاتفاق. وتظهر استطلاعات الرأي بانتظام ان ثلثي التشيخيين يعارضون مشروع الرادار. وارتفعت نسبة الآراء المعترضة في أيار مايو الى 68 في المئة، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة سي في في أم في مطلع تموز يوليو. في المقابل، أعلنت الخارجية الأميركية ان الولاياتالمتحدة وبولندا لم تتمكنا من الاتفاق على نشر عناصر من الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في بولندا، فيما أكدت وارسو ان المحادثات مستمرة. وعبرت وزيرة الخارجية الاميركية عن املها في التمكن من تحديد اسس توافق مماثل، خلال لقاء عقدته في واشنطن مع نظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي. وقالت رايس للصحافيين:"أبلغناهم بما يمكن ان نفعله... ما زالت هناك بعض المسائل ولذلك لا استطيع ان اجزم في شكل المسار لكنه كان اجتماعاً بناء". وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك في اختتام لقاء بين وزيري الخارجية نظم بطلب من سيكورسكي:"لم نتمكن من إنهاء المفاوضات قبل بدء زيارة وزيرة الخارجية"الى أوروبا. لكنه أضاف ان"ذلك لا يعني اننا لن نواصل العمل"على هذا الموضوع. وأقر الناطق الأميركي بأن واشنطن كانت تأمل في التوصل الى اتفاق مع بولندا، كان ليتيح لكوندوليزا رايس إنهاء جولتها في أوروبا بحفلة توقيع في وارسو، مماثلة لها في براغ. وأكد الوزير البولندي ان المحادثات مستمرة بين الأميركيين والبولنديين لكن من دون الإشارة الى تقدم كبير. وقال:"تبادلنا أفكاراً بناءة والمحادثات مستمرة"، مضيفاً:"لا حاجة لإنقاذ اتفاق لأن المحادثات مستمرة وستتواصل". وحذرت روسيا تكراراً من مشروع الدرع الصاروخية الأميركية، الذي تعتبره تهديداً لأمنها. أمام ذلك، قال مدير مكتب التعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية القائد يفغيني بوزنسكاي إن"هذه المبادرات صيغت بطريقة تسمح للأميركيين بمخالفة وعودهم في أي وقت"، وانه"لا تسمح لروسيا باتخاذ التدابير الملائمة إذا قررت واشنطن فجأة إضافة عناصر جديدة إلى منظومة الدفاع أو زيادة عدد الصواريخ الاعتراضية".