دشنت بغداد امتحاناتها العامة لطلبة البكالوريا هذا العام بفضيحة اعتداء مسلح من جانب رجال حماية وزير التربية على عدد من الطلبة الذين فاجأوا الوزير بالاعتراض على صعوبة الأسئلة. الحادثة التي وقعت في اليوم الأول للامتحانات أسفرت عن جرح خمسة طلاب بعيارات نارية أطلقها عناصر حماية الوزير خضير الخزاعي وتسببت في هلع كبير داخل المركز الامتحاني وأدت إلى إلغاء الامتحان الأول في مركز كلية المعلمين. البيان الذي صدر عن الوزارة عقب الحادث أكد أن إطلاق النار على الطلبة كان إجراء احترازياً لحماية الوزير بعدما صوب أحد الطلبة مسدسه تجاهه. وكانت وزارة التربية أقدمت على خطوة غير مألوفة هذا العام إذ أجرت امتحانات البكالوريا داخل الجامعات فيما أبقت على امتحانات البنات في المدارس ووفرت باصات خاصة لنقل الطلاب تصاحبها دوريات عسكرية وأخرى تابعة للشرطة. ودفعت هذه الإجراءات إلى انتشار قوات الشرطة والجيش عند أبواب الجامعات وتوفير رقابة أمنية مشددة عليها. المبررات التي طرحتها الوزارة لهذا الإجراء تشير إلى أنها حاولت أن تحد من تفشي ظاهرة الغش الامتحاني ودخول العناصر المسلحة إلى المدارس ومطالبة المراقبين بإعطاء الأجوبة للطلبة. محاولات الغش دفعت المراقبين إلى التظاهر أمام مقر الوزارة في اليوم الثاني للامتحان مطالبين بتوفير الحماية والأمن لهم مما وصفوه بتجاوزات الطلبة داخل المراكز الامتحانية، والتي وصلت إلى التهديد بالقتل إذا منعهم المراقبون منپ"الغش"في الامتحانات والإصرار على إدخال قصاصات الغش البراشيم معهم إلى داخل المراكز الامتحانية. الوزارة خاطبت وزارتي الدفاع والداخلية وطالبتهما بتوفير الحماية والأمن لجميع الأساتذة والمشرفين على الامتحانات، والحفاظ على حياتهم من بعض الطلبة المنفلتين والذين ينتمي بعضهم إلى جهات حزبية ومليشيات. وتؤكد وزارة التربية أن مشكلات الغش غالباً ما تتفشى بين الطلبة الخارجيين غير المنتظمين في الدوام الدراسي اليومي، وهم من خريجي سنوات سابقة ممن استنفدوا سنوات الرسوب، فيمنحهم نظام التعليم في العراق فرصة لإكمال دراستهم في منازلهم، أو من كبارپالسنپممن فاتتهم فرصة التعليم في الصغر، فتقدموا للتعليم الخارجي وفق المناهج ذاتها. وخضعت قضية انتشار الغش في الامتحانات لملابسات كثيرة، لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة وبرزت إلى السطح في شكل كبير بعد إعلان نتائج القبول في الجامعات في العام الدراسي الماضي عندما فوجئ الطلبة المتفوقون بقبول زملائهم من الطلبة الغشاشين في كليات مماثلة مثل كليات الطب والهندسة والصيدلة وهي من الكليات التي تحتاج إلى معدلات تزيد عن 95 في المئة. فيما خذلت معدلات أخرى أصحابها ودخل الكثيرون من الطلبة الذين حصلوا على درجات مرتفعة بأساليب الغش إلى جامعات علمية وفشلوا في التمكن من اجتياز اختباراتها فاضطر بعضهم إلى التحول إلى جامعات أخرى اقل صعوبة. ويجد الطلبة المتفوقون أن التنافس بين الطلبة للحصول على جامعات أفضل يتوجب أن يبنى على أسس علمية تعتمد التفوق في الدراسة فيما يعتمد الطلبة الغشاشون على أساليب مختلفة أملاً بالحصول على معدلات مماثلة لمعدلات أولئك المتفوقين وتدخلهم جامعات لا يستحقونها. وتقول عتاب مهدي 23 عاماً وهي واحدة من ضحايا الغش انها استطاعت الحصول على معدل 97 في المئة، لكن أحد الطلبة الغشاشين حصل على معدل 98، فضلاً عن درجات امتياز إضافية لانتسابه إلى إحدى الجهات السياسية، فاستطاع دخول كلية الطب التي حرمت عتاب من دخولها واضطرت إلى دخول كلية الهندسة. ياسر ياسين 25 عاماً كان واحداً من أشهر الغشاشين في الجامعة ويقول انه حصل على معدلات مذهلة بطريقة الغش. ياسر اعتمد أساليب مختلفة في الغش منها طريقة القصاصات الشائعة ومنها الرسائل القصيرة عبر الموبايل، ويقول إن إحدى زميلاته كانت تغش بطريقة مميزة من طريق تسجيل صوتها على كاسيت وتشغيله في القاعة، ويقول إن زميلته ترتدي الحجاب أثناء الامتحانات لتغطية سماعات الأذن التي تربطها بجهاز التسجيل.