حدد المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي موقف بلاده من تطورات الملف النووي والحوار مع الدول الغربية، خصوصاً الولاياتالمتحدة، رافضاً تخلي ايران عن حقوقها والتراجع امام الضغوط الدولية. جاء ذلك فيما أشارت بعض المصادر الى ان ايران قد لا تقدم ردها على الاقتراحات الغربية بحلول يوم السبت، وعللت ذلك إلى أنه لم يتم الاتفاق خلال اجتماع جنيف بين كبير المفاوضين سعيد جليلي وممثلي الدول الست الكبرى على مهلة 15 يوماً، وان ايران قد تتقدم بالرد يوم الأحد او الاثنين. وتوقعت المصادر"مفاجأة"في الأيام المقبلة على خط الحوار الإيراني الغربي، لا سيما أن أجواء الرد الإيراني تؤكد الإيجابية، في انتظار بلورة بعض الخطوات العملية من الطرف الآخر في الأيام المقبلة. وقال خامنئي إن"القوى النووية العالمية تمثل ابو جهل المعاصر"، و"أي تراجع امام المستكبرين ستدفعهم للتقدم خطوة الى الأمام". ورأى المرشد الأعلى ان أي تراجع هو"عدول عن المواقف". ورأى أن مثل هذا التراجع"لن يغير في سياسات الاستكبار".، في إشارة الى طلب ايران الحصول على ضمانات غربية قبل اي تفاهم. يأتي تصريح خامنئي فيما ينتظر الغرب أن تقدم طهران ردها على رزمة الحوافز في الموعد الذي حددته الدول الست الكبرى والذي يصادف السبت المقبل، وفيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى أن يكون الرد الإيراني ايجابياً. واعتبر خامنئي، الذي تحدث في لقاء مع كبار مسؤولي النظام والحكومة لمناسبة الإسراء والمعراج، ان ايران"ستستمر على ثباتها في ظل كل الأوضاع، والتواجد القوي في كل ميادين، ومجالات المواجهة، او التعامل والحوار". وقال خامنئي ان الشعب الإيراني"هو عبد لله وليس عبداً لأميركا والمستكبرين وابو جهل العصر"، وهاجم صناع القنابل النووية، واعتبرهم"ابو جهل العالم ويهددون امن البشرية وهدوئها". وأعاد التشديد على ان ايران ستستمر في خططها النووية. وقال:"يعلمون ان الشعب الإيراني يريد استخدام الطاقة النووية لانتاج الكهرباء، لكنهم يقولون، بما ان هذا الأمر يعطيكم تفوقاً، فلن نسمح به". وأضاف:"طبعاً الشعب الإيراني ... لن يهتم لهذا الكلام وسيستمر بطريقه". ولفت خامنئي إلى أن"أفق إيران الإقليمي واضح وقدرتها الحالية ونفوذها في المنطقة لا يمكن مقارنته مع السابق". على صعيد آخر، استقبل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية مهدي صفري وفداً بريطانياً يضم نواباً عن حزب المحافظين ورئيس لجنة الصداقة البريطانية الإيرانية. تأتي الزيارة بعدما شهدت العلاقة بين الطرفين توتراً واضحاً، خصوصاً بعد الهجوم الواضح الذي شنه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على ممثل الحكومة البريطانية في اجتماع جنيف. وأكد صفري خلال اللقاء ان البحث تطرق الى العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، مشدداً على استعداد ايران للتعاون في حل المشكلات الإقليمية والمساعدة في نشر السلام والاستقرار في العراق وأفغانستان، إضافة للمساهمة في حل معضلات الشرق الأوسط. كما عبر صفري عن استعداد بلاده لمزيد من التعاون مع الحكومات المنتخبة في هذه الدول. ضغوط وعقوبات في واشنطن أ ف ب، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل غداة لقاء في وزارة الدفاع بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ونظيره الأميركي روبرت غيتس:"اعتقد ان الإسرائيليين يعرفون جيداً وجهة نظرنا التي تفيد ان الوسيلة الأفضل لثني الإيرانيين عن متابعة برنامجهم للتسلح النووي هي الضغوط الاقتصادية والسياسية". وأضاف:"ندرك بالتأكيد ان الإسرائيليين يعتبرون وجود ايران نووية تهديداً لوجودهم نفسه, وقد اسهبوا في ايضاح هذا الامر لنا وللعالم. ونعمل بدأب حتى لا يحصل ذلك". وأوضح:"لكننا نركز جهودنا على الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية والمالية", لكنه قال ان"الخيار العسكري ما زال ممكناً في نظرنا, لكنه ليس خيارنا الأول". اما باراك، فدعا نظيره الأميركي الى"ترك كل الخيارات مطروحة", كما قال المتحدث نقلاً عن الوزير الإسرائيلي. وأضاف الناطق ان"مشاريع ايران تشكل تهديداً لإسرائيل وللاستقرار الإقليمي والعالمي. نصر على ان من المهم جداً الاستمرار في تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على الإيرانيين".