قالت جماعات التمرد الرئيسية في دارفور أمس السبت إن أي أمر اعتقال تصدره المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيكون نصراً للعدالة. وقال ديبلوماسي أوروبي كبير ل"رويترز"الجمعة إن البشير سيكون على الأرجح بين اولئك الذين سماهم رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في طلبه اصدار أوامر اعتقال للمشتبه في أنهم مجرمو حرب في دارفور. ويقول السودان إن خطوة من هذا القبيل ستهدد عملية السلام في البلاد. وشددت الأممالمتحدة وبعثات ديبلوماسية وجماعات مساعدات في السودان اجراءات الأمن خشية رد فعل عنيف. وقال عبدالواحد محمد النور مؤسس"حركة تحرير السودان"المتمردة في دارفور عبر الهاتف من الولاياتالمتحدة حيث عاش لسنوات عدة، إن هذا عصر عالمي جديد وإنه سيبعث برسالة مفادها أن أي شخص يرتكب جرائم وابادة جماعية سيحاكم. وتتهم واشنطن حكومة الخرطوم بارتكاب ابادة جماعية في دارفور. كما اتهم المتمردون بانتهاك حقوق الانسان وألقيت عليهم المسؤولية عن مقتل عدد من قوات حفظ السلام في دارفور. وقال النور وزعيمان آخران للمتمردين ل"رويترز"إنه إذا وجّه مورينو أوكامبو اتهاما لأي من قادتهم فسينصاعون ويرسلونهم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للمحاكمة. وأودى صراع دارفور الذي اندلع بعدما حمل متمردون معظمهم غير عرب السلاح في اوائل 2003، بحياة ما يقدر بمئتي ألف شخص كما شرّد 2.5 مليون دارفوري. وقال خليل ابراهيم زعيم أقوى جماعات التمرد عسكرياً وهي"حركة العدل والمساواة"إن الحركة ستعلّق عملياتها كافة حتى الاعلان المتوقع يوم الاثنين لاظهار دعمها للمحكمة الجنائية الدولية. وهاجمت"حركة العدل والمساواة"الخرطوم في أيار مايو، وهي المرة الأولى التي تنقل فيها جماعة متمردة أحد حروب السودان الأهلية العديدة إلى العاصمة. وقتل في الاشتباكات أكثر من 200 واصيب مئات آخرون. وقال إبراهيم بالهاتف من دارفور إن هذا يوم سعيد للانسانية في العالم أجمع وليس في دارفور والسودان وحدهما. وأضاف أن حركته تؤيد في شكل كامل المحكمة الجنائية الدولية إذا حدث وكان البشير على رأس قائمة المطلوبين لديها. كما رحب فصيل"حركة تحرير السودان - الوحدة"، وهو منفصل عن"حركة تحرير السودان"، بأي أمر اعتقال للبشير يصدر من المحكمة الجنائية الدولية. وقال شريف حرير القائد الكبير في هذا الفصيل إن ذلك سيظهر لمن هم في مخيمات النازحين أن هناك من يهتم بهم. وأضاف أن البشير يقتل أهالي دارفور منذ سنوات فماذا بوسعه أن يفعل اكثر من ذلك. وأوضح أن المتمردين لا يخشون أي رد فعل غاضب. ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات لوزير سوداني وزعيم ميليشيا متحالفة مع الحكومة بارتكاب جرائم حرب العام الماضي. لكن السودان الذي وقع على المعاهدة التي شكلت بموجبها المحكمة لكنه لم يصادق عليها، رفض تسليمهما. وقال مورينو اوكامبو إنه يحقق في هجوم وقع في 2007 على قاعدة تابعة للاتحاد الأفريقي في حسكنيتة في دارفور قتل فيه 12 من قوات حفظ السلام وانحي فيه باللائمة على المتمردين. وقال تقرير للأمم المتحدة إن مركبات عليها اسم"حركة العدل والمساواة"استخدمت في الهجوم. كما ذكرت مصادر في الأممالمتحدة أن فصيل"حركة تحرير السودان - الوحدة"تورط في الهجوم.