حذّرت الخرطوم أمس من تداعيات اعتزام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اتهام مسؤولين سودانيين كبار بينهم الرئيس عمر البشير، الاثنين المقبل عندما يبدأ قضية جديدة في شأن جرائم ارتكبت في اقليم دارفور، ورأت أن الخطوة تستهدف تفكيك الحكم السوداني وستكون لها آثار مدمرة على عملية السلام والاستقرار في البلاد، وطالبت الأممالمتحدة بالتدخل لوقف تحرك أوكامبو. ولفت المراقبين امس تأكيدُ واشنطن انباء نشرتها صحف اميركية وبريطانية وفرنسية عن عزم اوكابو طلب اصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني. اذ قال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك:"على حد علمي فإن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ينوي التوجه الى مجموعة من القضاة لتقديم معلومات والتقدم منهم بطلب اصدار مذكرة توقيف"بحق البشير. وكان اوكامبو اعلن انه سيقدم الاثنين امام قضاة المحكمة الجنائية الدولية"ادلة"جديدة على جرائم تم ارتكابها خلال السنوات الخمس الماضية ضد المدنيين في دارفور وسوف"يسمي"مرتكبي هذه الجرائم، بعدما وسع دائرة الاتهام لتشمل مسؤولين سودانيين وقادة ميليشيات. وكان الادعاء ذكر أن أوكامبو سيطلب توجيه الاتهام لفرد أو أفراد لكنه لم يذكر تفاصيل. لكن وزير العدل السوداني عبدالباسط سبدرات قلل من تحرك أوكامبو واعتبره"محاولة سياسية يائسة لخلق بلبلة"، ووصف أوكامبو ب"المهرج"، مؤكداً أن حكومته"لا تخاف التهديدات". وزاد:"نحن مقتنعون ونعرف طريقنا وحل قضايانا وواجهنا كثيراً جداً من المشاكل والخوف ليس واحدة من صفاتنا إطلاقاً". كما شن مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير عبدالمحمود عبدالحليم هجوماً عنيفاً على أوكامبو، واعتبر أن مساعيه"تحرك مشبوه". وقال ل"الحياة"هاتفياً من نيويورك إن الأسرة الدولية مطالبة بوقف"هذه المغامرات"، وحذر من أن الخطوة يمكن أن تغلق ابواب الحوار بين السودان والأممالمتحدة. وأشار إلى انه عقد امس لقاءات مع اعضاء مجلس الأمن والمجموعتين الافريقية وعدم الانحياز، وابلغهم موقف الخرطوم، وتلقى وعوداً بالرد عقب الرجوع الى عواصمهم. وفي ما اعتبر ردا سودانيا على هذه الخطوة، لوحظ وجود عسكري كثيف منذ ليل الخميس - الجمعة أمام مقر اقامة البشير في القيادة العامة للجيش في شرق الخرطوم. وترافق ذلك مع رفع درجة الاستعداد في الاجهزة العسكرية والأمنية وانتشار الدوريات العسكرية في شكل لافت مع تدريبات عسكرية ضخمة في غرب أم درمان ثاني أكبر مدن العاصمة. وأفيد أن المنظمات الدولية في السودان شددت أيضاً إجراءات الأمن أمس خشية رد فعل عنيف. وقالت مذكرة أمنية عاجلة أرسلت إلى العاملين في الأممالمتحدة في الخرطوم وحصلت عليها"رويترز":"في ضوء التطورات الأمنية الحديثة يُنصح العاملون بتحسين اجراءاتهم الأمنية الشخصية". وطلبت المذكرة من العاملين الامتناع عن التحركات غير الأساسية في عطلة نهاية الاسبوع وبعد هبوط الظلام. وأضافت:"تأكّدوا من أن لديكم إمداداً كافياً من الغذاء والماء في بيوتكم لأيام وان عرباتكم مملوءة بالوقود. عليكم ابقاء وثائقكم الشخصية والضروريات الأخرى في متناول اليد". وقال عمال مساعدات إن الخارجية الأميركية سحبت كل العاملين من منطقة دارفور الغربية التي تمزقها الحرب، بمن فيهم العاملون في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي الذراع الانسانية للوزارة. وأضافوا أن وكالات الاممالمتحدة تجري تدريبات على الاجلاء وقد تسحب طواقمها، باستثناء العاملين الاساسيين. وفي نيويورك، امتنع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ذكر من ستعلن أسماؤهم أو ما العواقب المحتملة على قوة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، والتي قتل سبعة من جنودها في هجوم مجهولين الثلثاء.