يبدأ ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز غدا الخميس زيارة رسمية لإسبانيا تستمر ثلاثة ايام تلبية لدعوة الملك خوان كارلوس الأول. ويجري ولي العهد السعودي، خلال الزيارة، محادثات مع العاهل الاسباني ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو وكبار المسؤولين الأسبان تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتحدثت المصادر الاسبانية عن توافق بين مدريدوالرياض على عدد من القضايا التي تهم البلدين الصديقين، مشيرة الى انه سيتم التوقيع على اتفاق دفاعي خلال الزيارة. ولاحظت ان اسبانيا والسعودية تتشاركان في مشاريع اقتصادية ورؤية سياسية متقاربة بالنسبة الى السلام في الشرق الاوسط ونظرة واحدة الى مشاكل العالم وآفة الارهاب، مشيرة الى ان مدريد"ترغب في الارتقاء بعلاقاتها الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية والاخوية التي تربط المملكتين"، مؤكدة ان هذا ما طالب به الملك عبدالله لدى زيارته لإسبانيا وتوافق عليه الجانبان لدى زيارة الملك خوان كارلوس للسعودية قبل ايام. وتأتي زيارة الامير سلطان، غدا لمدريد، لتعطي هذه العلاقات دفعة الى الامام. ومن المعروف ان العلاقات الاسبانية - السعودية تمر بأفضل مراحلها على الصعيدين الرسمي والشعبي، وان اواصر صداقة متينة تربط بين العائلتين المالكتين، امتدت على مدى العقود الماضية وتوطدت خلال السنوات الاخيرة الى حد لم يكن له مثيل مع دولة اخرى. وشهدت الاشهر الثلاثة عشر الماضية نشاطات ثنائية على اعلى المستويات، حيث قام الملك خوان كارلوس بزيارتين رسميتين للمملكة العربية السعودية، واستجاب خادم الحرمين الشريفين لدعوة العاهل الاسباني في حزيران يونيو من العام الماضي وقام بزيارة لمدريد كانت"ناجحة جدا وممتازة"، بحسب تقويم الطرفين. وأكدت مصادر حكومية اسبانية ان بلادها ترحب بزيارة الأمير سلطان المعروف بصداقته لاسبانيا وتثمن الروابط التي تحافظ عليها العائلة المالكة السعودية مع نظيرتها الاسبانية، ومع الحكومة، وتؤكد ان"الاتفاقات التي تم توقيعها خلال السنتين الاخيرتين تبرز بوضوح الاواصر التي تربط البلدين حكومة وشعبا". وفي الرياض، اعتبر سفير إسبانيا لدى السعودية مانويل آلابارت أن العلاقة الجيدة التي تربط بلاده بالسعودية تستمد قوتها من العلاقات التاريخية التي تجمع الأسرتين المالكتين، والممتدة الى اكثر من 50 عاماً، وأكد ل"الحياة"أن زيارة الأمير سلطان لبلاده ستعطي دعماً قوياً للعلاقات التي تتجاوز الصداقة التقليدية. وأشار آلابارت إلى أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات عدة، وهو تعاون مدعوم باتفاقات ثنائية، إلا أن الحرص المستمر من قادة البلدين وحكومتيهما على تطوير العلاقة الفريدة في نوعها، يفتح المجال دائماً لاتفاقات تعاون جديدة.