يبيع جمعة جبر تايه الثعابين لمنع اجهاض الحوامل وطرد الجن ودرء الحسد ويستخدم سمومها لمعالجة العين من المياه الملوثة ومداواة امراض المفاصل، مؤكداً ان هذا العلاج يلاقي رواجاً خصوصاً بين النساء في مناطق ريفية جنوب شرقي بغداد. ويقول جمعة 43 سنة الملقب ب"ابو الحيايا"نسبة الى كلمة حية باللهجة العامية اي الافعى، ان"هناك من يستخدم الثعابين في المنازل تجنباً للحسد وطرد الجن الخبيث وهذا اعتقاد سائد بين غالبية الناس خصوصاً سكان الارياف". ويضيف ان"التداوي بسموم الافاعي عرفته بالفطرة منذ طفولتي ويستخدم حالياً في معالجة تساقط الشعر لغير عوامل وراثية وامراض المفاصل المتعددة العوارض وغسل العين من المياه الملوثة". ويتابع جمعة الذي يمارس المهنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً ويتخذ من ساحة العامل في وسط الكوت 175 كلم جنوب شرقي يغداد مكاناً لعرض بضاعته من الافاعي والعقارب ان العلاج بواسطة سموم هذه الزواحف"يلاقي رواجاً خصوصاً لدى النساء اللواتي يعشن في الارياف". ويأتي التداوي بسم الافاعي والعقارب وسيلة للشفاء بعد العلاج التقليدي بواسطة طب الاعشاب والحجامة المنتشرين على نطاق واسع حتى أصبح لهما عيادات خاصة يتردد عليها العديد من المرضى في الكوت، كبرى مدن محافظة واسط. ويؤكد جمعة ان"الحوامل يضعن سم الأفاعي والعقارب على هيئة حزام لتثبيت الجنين وهذا الاعتقاد اثبت نجاحه بينهن". من جهتها، تقول ام محمد التي تسكن احدى قرى مدينة الاحرار، غرب الكوت، وتمتهن الزراعة مع عائلتها المكونة من تسعة اشخاص"استخدم الحية كحزام للظهر لتثبيت الجنين. جربتها في المولود الاول الذي يبلغ حالياً من العمر خمس سنوات وسميته ثعبان تيمناً بالافعى بعد ان عانيت الاجهاض مرتين". ويقول جمعة ان عمله يزداد في فصل الصيف موسم صيد الافاعي عند ضفاف الانهار والبساتين كونها تمر بفترة سبات في الشتاء"، موضحاً انه يصطاد"بمعدل عشرة الى خمسة عشرة ثعباناً شهرياً"، وان"ثمن الثعبان الواحد يبلغ 25 ألف دينار 20 دولاراً. لكن، للطب الحديث رأي مغاير. ويصف الطبيب عبدالسلام الصفار التداوي بسم الافاعي ب"العلاج البدائي لأنه غير رائج في الطب الشعبي او الطب القديم. لكن هناك مجتمعات عرفته وسيلة للعلاج كاعتقاد سائد متوارث خصوصاً في المجتمعات الفقيرة". ويقول الاختصاصي بتحاليل الامراض في احد المستشفيات الحكومية ان"استخدام السموم يعتبر حالة خطيرة، خصوصاً عند دخوله جسم الانسان ما يؤدي الى الوفاة لما يسببه من تخثر للدم في الاوعية".