انتهت "لجنة الأمان الحيوي" برئاسة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري أمين أباظة من إعداد مشروع قانون عن استخدام التكنولوجيا الحيوية في مصر. ويُعرض مشروع القانون على مجلس الوزراء ثم مجلسي الشعب والشورى في الدورة المقبلة للسماح باستخدام التكنولوجيا الحيوية في زراعة بعض المحاصيل من دون استخدام مبيدات زراعية. ويأتي ذلك بعد نجاح التجارب المصرية التي استغرقت سبع سنوات وحققت نجاحاً في زراعة القطن والذرة من دون استخدام مبيدات زراعية، إذ تمكّنت من مضاعفة إنتاجية الفدان في هذه المحاصيل، فارتفع مرود الذرة لقرابة 36 أردباً للفدان بزيادة 12 أردباً عن مردوده باستخدام الأساليب التقليدية، ما يعني أيضاً زيادة دخل المزارع بنحو 40 في المئة، يأتي 25 في المئة منها من الاستغناء عن المبيدات و15 في المئة من الزيادة في الإنتاجية. وأشاد رئيس"الهيئة الدولية لتطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية"الدكتور كلايف جيمس بنجاح بحوث زراعة القطن بالتكنولوجيا الحيوية من دون استخدام مبيدات في"مركز البحوث الزراعية"في بلدة"سخا"في كفر الشيخ. وكذلك نوّه بنجاح زراعة الذرة بالتكنولوجيا الحيوية في مزارع الطريق الصحراوي إذ حققت إنتاجية عالية بلغت 36 أردباً للفدان، من دون تلوث للبيئة. وأعرب جيمس عن أمله بأن تكون مصر الدولة الرابعة والعشرين التي تطبق التكنولوجيا الحيوية في الزراعة هذا العام، خصوصاً في إنتاج المحاصيل الأساسية كالذرة والقمح والقطن. وأشار إلى أن إنتاج الذرة بهذه التكنولوجيا المتقدمة في مصر يؤدي إلى زيادة إنتاجها بنحو 30 في المئة، وإلى إحلال الإنتاج المحلي محل المستورد، إضافة إلى توفير أكثر من 2.1 بليون دولار سنوياً تستورد بها مصر 5 ملايين طن من الذرة الصفراء. وقال جيمس إن"مصر نجحت في إنتاج نوع من القمح مقاوم للجفاف. ويمكنها بهذه التكنولوجيا التوسع في زراعته في الأراضي الجديدة في"توشكي"وشرق"العوينات"والساحل الشمالي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح ومواجهة ارتفاع أسعار المحاصيل عالمياً". وأوضح أن زراعات التكنولوجيا الحيوية تلعب دوراً أساسياً في مواجهة ارتفاع أسعار المحاصيل الغذائية عالمياً كالقمح الذي ارتفعت أسعاره ثلاثة أضعاف والذرة التي ارتفعت أسعارها مرتين والرز ارتفع سعر الطن منه إلى أكثر من 700 دولار. وأشاد جيمس بالخطوات المتقدمة التي قامت بها مصر في تجارب زراعة الذرة والقطن من دون استخدام مبيدات في مراكز البحوث الزراعية فحققت إنتاجية بزيادة 30 في المئة، إضافة إلى نجاحها كدولة رائدة في المنطقة العربية في استنباط أصناف من المحاصيل الأكثر إنتاجية. وأكد أن الغذاء المنتج بالتكنولوجيا الحيوية آمن تماماً، إذ أنه يعطي محاصيل خالية من السموم الفطرية التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض السرطان. وبيّن جيمس إن ما يؤكد نجاح الزراعة بالتكنولوجيا الحيوية أنه تمت زراعة 14.3 مليون هكتار من محاصيل التكنولوجيا الحيوية عالمياً. ويستخدم هذه التكنولوجيا أكثر من 12 مليون مزارع في 23 دولة منهم 11 مليوناً من صغار المزارعين في الدول النامية وهم يمثلون 90 في المئة من مجموع المزارعين.