تضاربت مواقف "جبهة التوافق" بشأن مفاوضاتها مع الحكومة لعودة وزرائها اليها. ففيما أعلن الناطق باسم"التوافق"سليم عبدالله سحب مرشحي الجبهة لشغل المناصب الوزارية الشاغرة بعد وصف رد رئيس الوزراء على مطالبها ب"غير المعقول وغير المرضي"اعرب نائب رئيس الجمهورية وزعيم"الحزب الاسلامي"طارق الهاشمي عن امله بعودة وزراء"التوافق"الى الحكومة العراقية"خلال ايام"مؤكداً ان"المفاوضات الجارية مع الحكومة لن تفشل". وأعلن عبدالله خلال مؤتمر صحافي عقده امس في بغداد تعليق المحادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن العودة الى الحكومة وقال:"علقنا المفاوضات وسحبنا قائمة اسماء الوزراء المرشحين"لافتا الى ان القرار اتخذ بعد اعتراض رئيس الوزراء على احد المرشحين الذين اختارتهم الجبهة لمنصب وزاري". واضاف عبدالله:"قدمنا قائمة بأسماء ستة مرشحين وسلمت الى الحكومة للموافقة عليها لكن المالكي رفض السماح للجبهة بتقديم مرشح لوزارة التخطيط". واكد زعيم"جبهة التوافق"عدنان الدليمي في تصريح الى"الحياة"ان"المفاوضات كانت معطلة اصلاً منذ ايام وان المشكلة الاساسية اثيرت حول حقيبة وزارة التخطيط"وتابع ان"المالكي رفض ارجاع هذه الوزارة الى الجبهة فطالبنا بمنحنا وزارتين خدميتين بدلاً منها الامر الذي رفضته الحكومة ايضاً". وكانت"التوافق"تحوز على خمس حقائب وزارية منها وزارة التخطيط اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء الا ان وزير التخطيط علي بابان رفض الانصياع لقرار الجبهة بالانسحاب من الحكومة. واضاف الدليمي"ان الرد الحكومي كان غير معقول وغير مرض وخيب آمالنا. ونحن نريد ان نعود الى الحكومة بالشكل الذي يتناسب وحجم جبهة التوافق في العملية السياسية ويتلاءم مع استحقاقنا في البرلمان". وتابع ان"التوافق"بصدد عقد اجتماعات حاسمة واعلان الموقف النهائي قبل عودة رئيس الوزراء من مؤتمر العهد الدولي في السويد. من جانبه أعرب طارق الهاشمي زعيم"الحزب الاسلامي"وهو المكون الرئيسي ل"جبهة التوافق"عن أمله في عودة وزراء جبهة التوافق الى الحكومة العراقية"خلال ايام". ونقل بيان عن الهاشمي في اعقاب لقائه مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عمان أمس"حققنا تقدما ملحوظا في ملف عودتنا الى الحكومة على رغم استمرار الخلاف في وجهات النظر في ما يتعلق ببعض الوزارات وبعض المرشحين". واضاف:"آمل خلال الايام القليلة المقبلة ان تحل هذه المسألة وتعود جبهة التوافق حتى نعيد احياء حكومة الوحدة الوطنية". واكد الهاشمي ان"المفاوضات الجارية مع الحكومة لن تفشل. وقرارنا بإعادة النظر في الموقف السياسي مع حكومة نوري المالكي قرار استراتيجي وليس تكتيكيا سياسياً، وينطلق من قراءة جديدة تنصب على المصلحة الوطنية". واوضح:"لدينا اليوم ملفات اكثر خطورة من عودة التوافق الى الحكومة كالمفاوضات مع الولاياتالمتحدة"، مشيرا الى ان"هذه المسألة تفوق الى حد كبير موضوع الوزارات والعودة لأن مسألة العودة يمكن ان تحل بطريقة او بأخرى ولكن ... وحدة الموقف في التفاوض مع الجانب الأميركي، هذا الموقف ينبغي ان لا يتزعزع على خلفية الخلاف مع الحكومة". وتابع:"لا بد من عودة الامن والاستقرار الى العراق عدنا للحكومة ام لم نعد". على صعيد آخر، اعرب الهاشمي عن أسفه لقرار الحكومة الاردنية فرض تأشيرات دخول على العراقيين الراغبين بدخول المملكة. وقال"اليوم انا حزين بعد الاتفاق على دخول العراقيين الى الاردن بسمة الدخول"، لافتاً الى ان العراقيين يصلون الى المنافذ الحدودية ويعودون ادراجهم الى بغداد بسبب فرض التأشيرة.