حتى اللحظة الاخيرة ظل شون بن مشاكساً. شاكس حتى على مشاكسته. وكانت النتيجة أن اعلان الجوائز في ختام الدورة الواحدة والستين لمهرجان كانّ جاء باهتاً، مثل الدورة كلها. جاء اعلاناً يخلو من المفاجآت. كان هذا الخلو هو المفاجأة الوحيدة. سقطت كل التوقعات باستثناء التوقع الاساس: ان يحضر بن ورفاقه في لجنة التحكيم بعض جوع العالم وبعض النضالات الكبرى وشيئاً من السياسة والمافيا الى مهرجان المهرجانات. في ليلة قدر صديق كلفة فساتين النجمات فيها بأكثر من خمسين مليون دولار. التسويات كانت واضحة: نال الفرنسيون"سعفتهم"الذهب بعد غياب طويل، عن فيلم عرض فقط في الايام الاخيرة، هو"بين الجدران"الذي حوى كل كليشهات الهجرة والاندماج ومشاكل المراهقين عبر صف دراسي ثانوي. جائزة أخرى لفرنسا من طريق كاترين دونوف أوجدت خصيصاً لها لتتشارك فيها مع كلينت ايستوود. هي جائزة خاصة لانجاز العمر اخذتها عن فيلم"حكاية عيد ميلاد". بعذ ذلك حضر الجوع، بدءاً من عنوان فيلم الكاميرا الذهب"جوع"لستيف ماكووين، ثم عبر الممثلة ساندرا كورفيلوني بطلة"خط العبور": أمّ جائعة فقيرة تربي أربعة صبيان في بؤس ساو باولو الراهنة. المفاجأة - اللامفاجأة أتت من تركيا: جائزة الاخراج لنوري بيلجي جيلان عن"ثلاثة قرود"التي استحقها وأكثر. أما ايطاليا فخرجت بحصة مزدوجة: جائزة لجنة التحكيم الكبرى ل"غومورا"عن المافيا النابوليتانية. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ل"ايل ديفو"عن المافيا أيضاً وعن جوليو أندريوتي. الايطاليون فوجئوا أكثر من غيرهم! أما الاخوان داردين فكانت مفاجأتهما سلبية اذ كان عليهما الاكتفاء بجائزة السيناريو لفيلم"صمت لورنا"الذي رُشح ل"السعفة"منذ البداية. أما شون بن، فهو اذ لم يتمكن من مكافأة صديقه كلينت ايستوود بجائزة كبرى مستحقة أيضاً عن"الابدال"حقق انتصاراً شخصياً بمنح جائزة التمثيل الرجالي لبينيسيو ديل تورو عن دور غيفارا في"تشي". وهكذا في ليلة مرحة وفي ختام مهرجان أقل مرحاً نال كل نصيبه وكل"كان"وانتم بخير.