تتجه الأنظار اليوم الأربعاء الى ملعب"لوجنيكي"في العاصمة الروسية موسكو، الذي يحتضن معركة انكليزية خالصة بين مانشستر يونايتد وتشلسي على اللقب الغالي، في المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم. وهي المرة الاولى التي يلتقي فيها فريقان انكليزيان في المباراة النهائية للمسابقة الأوروبية العريقة التي أبانت الأندية الانكليزية علو كعبها فيها وسيطرتها من خلال وجود ممثل لها طرفاً في المباراة النهائية للعام الرابع على التوالي بعد ليفربول عامي 2005 عندما توج باللقب على حساب ميلان الايطالي، و2007 عندما خسر امام ميلان بالذات، وارسنال 2006 عندما خسر امام برشلونة الاسباني، علماً بان الأندية الانكليزية نجحت في بلوغ النهائي 15 مرة في هذه المسابقة بصيغتيها القديمة كأس الأندية الأوروبية البطلة والحديثة. يذكر أنها المرة الثالثة التي يكون فيها طرفا المباراة النهائية للمسابقة من بلد واحد بعد عام 2000، عندما فاز ريال مدريد الاسباني على مواطنه فالنسيا 3-صفر، وعام 2003 عندما فاز ميلان الايطالي على مواطنه يوفنتوس بركلات الترجيح 3-2 الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر. وتكتسي مباراة اليوم أهمية كبيرة بالنسبة الى الفريقين، فمانشستر يونايتد يسعى الى اللقب الثالث له في المسابقة في ثالث نهائي له فيها بعد عامي 1968 عندما فاز على بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد في ملعب ويمبلي، و1999 عندما فاز على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 في مباراة شهيرة أقيمت على ملعب"نوكامب"تخلف فيها صفر-1 حتى الدقيقة الاخيرة، فيما يخوض تشلسي غمارها للمرة الاولى في تاريخه ويطمح بالتالي الى معانقة الكأس التي تنقص خزائنه. ويملك الفريقان خبرة كبيرة في المسابقات الأوروبية بيد ان رصيدهما من الألقاب متواضع نسبياً، فمانشستر يونايتد فضلاً عن تتويجه بلقب المسابقة مرتين، أحرز كأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة عام 1991 والكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة في العام ذاته، أما تشلسي فتوج بطلاً لمسابقة كأس الكؤوس الأوروبية مرتين عامي 1971 و1998، إضافة الى الكأس السوبر الأوروبية عام 1999. من هنا يبدو ان هدف الفريقين واحد ألا وهو لقب المسابقة، فمانشستر يسعى الى تحقيق الثنائية بعدما توج باللقب المحلي بعد منافسة شرسة مع تشلسي بالذات حسمت في المرحلة الثامنة والثلاثين الاخيرة، فيما يُمنّي تشلسي النفس بإنقاذ موسمه بعد فقدانه لقب كأس رابطة الأندية الانكليزية المحترفة بخسارته امام جاره اللندني توتنهام 1-2 في المباراة النهائية، وفشله في استعادة لقب الدوري الانكليزي من مانشستر يونايتد في الأمتار الاخيرة. وتعتبر المباراة فرصة امام تشلسي بالذات للثأر من مانشستر يونايتد ورد الصاع له صاعين بعدما حرمه من استعادة لقبه المحلي الذي ناله عامي 2005 و2006 بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي استقال من منصبه مطلع الموسم الحالي. وإذا كان غرانت افرام، خليفة مورينيو، قد نجح في ما فشل فيه الاخير وهو قيادة تشلسي الى المباراة النهائية للمسابقة الأوروبية الغالية، فان مهمته لن تكون سهلة في إحراز اللقب امام فريق الشياطين الحمر المنتشي بلقب الدوري الانكليزي للعام الثاني على التوالي والسابع عشر في تاريخه. صحيح ان تشلسي سيدخل المباراة بمعنويات عالية كونه تفوق على مانشستر يونايتد 2-1 في المباراة الاخيرة بينهما في الدوري على استاد"ستامفورد بريدج"، بيد انه لا يمكن أخذ هذه المباراة كمعيار لان الشياطين الحمر خاضوا المباراة في غياب ابرز لاعبيهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إذ فضل المدرب الاحتفاظ به على مقاعد الاحتياط ترقباً لمواجهة برشلونة الاسباني في إياب دور الأربعة. ويعتبر رونالدو الورقة الرابحة التي يراهن عليها مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغوسون كونه هداف المسابقة حتى الآن برصيد 7 أهداف، إضافة الى انه هداف النادي في مختلف المسابقات، إذ سجل حتى الآن 41 هدفاً بينها 31 هدفاً في الدوري المحلي. لكن فيرغوسون لا يعول على رونالدو وحده، بل ان صفوف فريقه تعج بالنجوم أصحاب الموهبة مثل واين روني والأرجنتيني كارلوس تيفيز واوين هارغريفز، والخبرة مثل الويلزي راين غيغز الذي سيكون غداً على موعد تاريخي، إذ سيحطم الرقم القياسي في عدد المباريات بألوان الشياطين الحمر الذي يتقاسمه مع بوبي تشارلتون، وبول سكولز الذي سيحقق حلمه بخوض النهائي، كونه كان الغائب الأكبر عن النهائي التاريخي عام 1999 بسبب الإيقاف، علماً بان سكولز كان صانعاً للتأهل الى المباراة النهائية هذا الموسم بتسجيله هدف الفوز في مرمى برشلونة في اياب الدور نصف النهائي. واكد فيرغوسون ثقته بلاعبيه وقدرتهم على حمل الكأس الغالية وهو أوضح انه في حال تحقق اللقب فان الفريق الحالي سيكون"أفضل فريق دربته في تاريخ مسيرتي مع الشياطين الحمر"، التي بلغت حتى الان 22 عاماً حقق خلالها اللقب المحلي 10 مرات. وتابع فيرغوسون ان المباراة لن تكون سهلة"انها مباراة نهائية ولمسابقة أوروبية، فهي تختلف كليا عن المواجهات في الدوري الانكليزي وبالتالي فان التكهن بالفائز فيها صعب وحتى تحقيق الانتصار لن يكون سهلاً". وأضاف:"تشلسي جريح ويسعى الى انقاذ موسمه ومعانقة الكأس الأوروبية للمرة الاولى في تاريخه، لكن طموحنا اكبر بكثير، فنحن قدمنا مشواراً رائعاً في المسابقة ونأمل في تتويجه باللقب". يذكر ان مانشستر يونايتد هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر في المسابقة هذا الموسم، كما انه حقق 12 فوزاً متتالياً على ملعبه"اولدترافورد"في هذه المسابقة، وهو حافظ على سجله الخالي من الهزائم في ملعبه 15 مباراة متتالية، علماً بان اخر هزيمة لفريق"الشياطين الحمر"على ملعبه تعود الى عام 2005، عندما سقط في ذهاب ثمن النهائي صفر-1 امام ميلان الايطالي. في المقابل، لم تكن بداية تشلسي في المسابقة جيدة وكانت سببا في الطلاق بينه ومدربه مورينيو قبل ان تتحسن الامور تدريجيا وكان الفريق في طريقه الى الوصول الى المباراة النهائية من دون خسارة لولا سقوطه أمام مضيفه فنربغشة التركي 1-2 في ذهاب الدور ربع النهائي. ويملك تشلسي الذي سيخوض معركة انكليزية ثانية بعد الاولى امام مواطنه ليفربول في دور الاربعة، بدوره لاعبين من الطراز الرفيع بامكانهم قلب نتيجة المباراة في اي وقت، في مقدمهم صانع الالعاب الدولي الالماني ميكايل بالاك، الذي عاد بقوة الى مستواه المعهود في الآونة الاخيرة وكان حاسماً في مباريات فريقه، خصوصاً امام مانشستر يونايتد، إذ سجل هدفي الفوز، والعاجي ديدييه دروغبا وجو كول وفرانك لامبارد والعاجي الاخر سالومون كالو والفرنسي فلوران مالودا ومواطنه نيكولا انيلكا. وقال غرانت:"سيكون خاطئاً من يقول ان مانشستر يونايتد مرشح لنيل اللقب، صحيح انهم نالوا اللقب المحلي ويملكون فريقاً قوياً ومنسجماً ومتكاملاً، لكننا لا نختلف عنهم كثيراً، وحظوظنا متساوية"، مضيفاً:"الفوز سيكون للفريق الافضل، ونحن لن نتهاون او نفرط في احراز اللقب، لدينا حسابات مع الشياطين الحمر واعتقد ان المباراة ستكون حاسمة لتصفيتها". وعموماً فإن الفريقين يضمان افضل الخطوط في اوروبا ان لم يكن في العالم بالنظر الى الترسانة الكبيرة التي تضمها صفوفهما سواء في الدفاع أم الوسط أم الهجوم. ومن خلال القاء نظرة على تشكيلتيهما، فان 13 منهم لعبوا المباراة النهائية للمسابقة، 8 في صفوف تشلسي بينهم 6 نالوا اللقب وهم الفرنسيان كلود ماكيليلي ونيكولا انيلكا مع ريال مدريد، والبرتغاليان باولو فيريرا وريكاردو كارفاليو بورتو البرتغالي، والبرازيلي بيليتي برشلونة، والاوكراني اندري شفتشنكو ميلان الايطالي، و5 في صفوف مانشستر يونايتد هم الحارس الهولندي ادوين فان در سار اياكس امستردام الهولندي، واوين هارغريفز بايرن ميونيخ، وبول سكولز والويلزي راين غيغز وغاري نيفيل. والتقى الفريقان 144 مرة، وكان الفوز من نصيب مانشستر يونايتد 65 مرة، بينها 55 في الدوري و8 مرات في كأس انكلترا ومرتان في كأس الرابطة، في مقابل 41 فوزاً لتشلسي بينها 37 في الدوري، ومرتان في كأس انكلترا، ومرة واحدة في مسابقة كأس الرابطة، فيما تعادلا 44 مرة بينها 40 في الدوري.