سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعهدوا في اول مؤتمر لهم في بغداد بإشراف الوقف السني بعدم الانضمام الى التكتلات السياسية الطائفية . قادة الصحوات يطالبون بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الأجهزة الحكومية
طالب المؤتمر الاول لمجالس الانقاذ والإسناد والصحوات، الذي عقد أمس في جامع ام القرى بإشراف الوقف السني، بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الاجهزة الحكومية، واطلاق سراح المعتقلين في السجون الاميركية وفق آلية"الكفالة الضامنة"، وتفعيل قانون العفو العام لاطلاق سراح المعتقلين في السجون العراقية، ودعا جميع العراقيين الى التعاون في محاربة الارهاب بكل اشكاله ونبذ الطائفية، والعمل الجاد على اعادة العائلات المهجرة في داخل العراق وخارجه. وخرج المؤتمر، الذي عقد امس بحضور مجموعة كبيرة من رؤساء مجالس الانقاذ والصحوات ومجالس الاسناد في عموم العراق، بعدد من التوصيات اهمها مطالبة الحكومة العراقية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق بينها وبين ممثلي مجالس الصحوة لتحقيق افضل اوجه المصالحة الوطنية، واستيعاب اكبر عدد ممكن من عناصر الصحوة في القوات الامنية، ومناشدة قادة العراق الابتعاد عن الانتقام والتصرفات الفردية، ومعالجة قضايا الدماء بالرجوع الى القانون وتفعيل دور العشائر في هذه المسألة. ولفت المؤتمرون السياسيين الى انعكاسات خلافاتهم السياسية على الشارع التي جرّت البلاد الى حافة الحرب الاهلية، مؤكدين ان مجالس الصحوة لن تدعم اي تكتل سياسي طائفي او فئوي لا يأخذ بنظر الاعتبار المصلحة الوطنية العليا. وطالب رئيس الوقف السني الشيخ احمد عبدالغفور السامرائي عناصر الصحوة بالابتعاد عن الثأر العشائري والمشاكل الشخصية والحفاظ على حرمات البيوت، وحذّر من وجود اطراف سياسية تحاول التسلق على اكتاف الصحوة والوصول الى منافع خاصة بها، لافتاً إلى ان تلك الاطراف بدأت تتصيد في الماء العكر للتشهير بمجالس الصحوة مطالبا تلك المجالس بقطع الطريق امام هؤلاء. وصنّف السامرائي الارهاب في البلاد الى نوعين: الاول يتمثل بتنظيم"القاعدة"والداعمين له، والثاني مثلته الميليشيات الطائفية والخارجون عن القانون. وقال ان عناصر كلا الجانبين استرخصوا ارواح العباد واستباحوا الدماء وقتلوا العراقي على الهوية وهجّروا ربع سكان العاصمة، لافتاً الى ان مجالس الصحوة قارعت هذه التنظيمات وحققت الامن في مناطق مختلفة من البلاد بل انها حققت ما عجزت عنه جميع الاجهزة الامنية على رغم ان تشكيلها جاء في وقت متأخر. وكشف السامرائي انه طالب حكومة ابراهيم الجعفري الانتقالية"بتشكيل الفرق المناطقية لكنها رفضت ذلك واعتبرته منزلقاً خطيراً في البلاد، في الوقت الذي بات فيه هذا المنزلق المحرك الرئيسي للأمن في العديد من مناطق العاصمة والمحافظات الساخنة". ولفت الى وجود كيانات سياسية تحاول استمالة عناصر الصحوة الى جانبها وادخالهم فيها، محذرا مجالس الصحوات من الدخول في تنظيمات تعتمد المحاصصة الطائفية، ودعاها الى الابتعاد عن المحاصصات الطائفية والتحول الى مركز لجمع الكتل السياسية ومعالجة خلافاتها. واكد الشيخ ابو عزام التميمي، المستشار العام لصحوات العراق، وجود تحديات كبيرة تواجه مجالس الصحوات، ودعاها الى العمل ضمن القواعد وعدم الخضوع الى الاستفزازات والتصريحات النارية التي تمارسها بعض الجهات السياسية، وحذرها من الإقدام على أية تصرفات غير مسؤولة لأن خروج الصحوات عن الطريق المرسوم لها سيعيدها الى المربع الاول. وقال قائد صحوة العامرية سعد عريبي العبيدي الملقب ب"ابو العبد"ان هناك جهات تحاول تقويض مشروع الصحوات بعدما لمست ان تلك المجالس باتت تملك قاعدة شعبية واسعة في الشارع العراقي، وقال ان المناطق الساخنة عانت الكثير قبل انبثاق مجالس الصحوات، ولن تسمح هذه المجالس بعودة مناطقها الى نقطة الصفر لأن اي تحرك لضرب المجالس سيفسح المجال امام عودة"القاعدة"والميليشيات الى مناطقها. وكشف الشيخ ثامر ابراهيم الدليمي، ممثل رئيس مجلس انقاذ الانبار الشيخ احمد ابو ريشه، سعي المجلس لتشكيل مجالس انقاذ جديدة بالتعاون مع عشائر الفرات، مبينا ان نجاح التجربة في الانبار وبغداد وبعقوبة وغيرها شجع على تشكيل مجالس مماثلة في وسط العراق وجنوبه لقتال الميليشيات. وطالب دول الجوار بمنع المتسللين من اراضيها، لافتاً الى ان مجالس الانقاذ والصحوات بذلت جهوداً كبيرة لتطهير تلك المناطق من"القاعدة"وبات لدول الجوار دور كبير في الحفاظ على هذه المكاسب. من جانبه حذر الشيخ علي حسين العزاوي، احد قادة صحوة اللطيفية ل"الحياة"، من تجاوزات يرتكبها عناصر الجيش والشرطة ضد الصحوات، وقال ان"الحكومة لم تثبت عناصر الصحوة على الملاك الدائم، ولا يزال الجميع يتسلم رواتبه من القوات الاميركية"، مشيرا الى الدور الكبير الذي لعبته الصحوة في انهاء مسلسل المجازر الطائفية التي شهدتها المنطقة لاكثر من عامين. واكد العقيد مازن يونس، الناطق باسم مجلس صحوة سامراء ل"الحياة"، ان مجلس صحوة سامراء الذي تم تشكيله قبل خمسة اشهر لم ينته من تطهير كامل المناطق التي تعاني من وجود"تنظيم القاعدة"، لافتاً الى ان هناك مناطق في سامراء ما زالت تخضع ل"القاعدة"، فيما يحتاج طرد عناصرها الى وقت اطول وجهود حكومية اكبر في دعم المجلس. واختتم المؤتمر، الذي اشرف عليه الوقف السني، بالتأكيد على تجديد اللقاء بين قادة الصحوات في البلاد والتعهد بعدم انضمامها الى اي تيار سياسي طائفي او الخضوع اليه بأي شكل من الاشكال.