كنت أرغب في تكملة ما جاء في مقالي السابق حول "الفساد الرياضي" وردود الفعل الكثيرة التي تلقيتها من المنتمين للوسط الرياضي، والتي أشعرتني في لحظات ب"الغرور الصحافي"الذي - ولله الحمد - سرعان ما أفقت منه، ولعلي هنا أشير إلى الرسالة الإلكترونية التي تلقيتها من الزميل الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي، والتي أشاد فيها بما طرحته عن فئة"المفسدين"وعن"الفساد"، وكم أتمنى أن يكون قرأ المقال بتمعن، ليساعده مع خبرته"العملية"السابقة في تصحيح الأوضاع وتلافي الأخطاء إن أراد ذلك خلال المرحلة المقبلة، انطلاقاً من الثقة التي مُنِحها بپ"التجديد"، وأن يُسهم"كما نأمل"في محاربة"الآفة الفاسدة"، والتي تبدأ بإبعاد الموسومين بها. ومواصلةً للموضوع ذاته، أجدني مضطراً للحديث عن فيصل آخر، وهو فيصل مدخلي رئيس نادي حطين، والذي نجح في نقل ناديه، بل ومنطقته"كروياً"إلى موقع أفضل على صعيد المنافسة، عبر عمل دؤوب يبذله على صعيد الدرجات السنية والفريق الأول من دون ضوضاء أو إعلام أو فلاشات، بل سعياً لخدمة الوطن والرياضة وبدعم مالي أسفر عن إنشاء ملاعب والاهتمام بالقاعدة، حتى أصبح حطين بطلاً ومنافساً في البطولات السنية وقريباً جداً من الوصول إلى دوري الدرجة الأولى، والتي هي بداية طموح هذا المكافح للتواجد بين الكبار، وهو ما سيتحقق مع استمرار العمل الجاد. وبالحديث عن المميزين أضطر للوقوف أمام مكافح ومجد آخر يعمل ويدعم ويخطط من أجل منطقته وناديه وجماهيره التي يتمناها أي ناد، وهو رئيس الرائد عبدالعزيز التويجري، الذي أتمنى أن تكلل جهوده ووقفة جماهيره الوفية بالدوري الممتاز بحول الله. ولا يمكن أن أكتب مقالي في هذا التوقيت وأتجاوز الإنجاز الهلالي بتحقيقه لقب الدوري الممتاز، فهو فريق يستحق التحية والتقدير خصوصاً نجميه الكبيرين ياسر القحطاني ومحمد الدعيع، وهنا أيضاً أود أن أشيد بالمدربَيْن الوطنيين عبداللطيف الحسيني، الذي يثبت في كل موسم أنه أفضل مدرب لياقة، ويحق لنا أن نفاخر به، إضافة إلى منصور القاسم، والذي تلقى إشادة خاصة من"الأخطبوط"فرحنا بها جميعاً. وأسوق التهنئة إلى رئيس نادي الهلال الامير محمد بن فيصل، الذي قدم جهداً جباراً، وحقق مع الهلال بطولات عدة على رغم ما واجهه في كثير من الأحيان من هجوم ومطالبات تصدى لها بشجاعة"الفرسان"، وأثبت أكثر من مرة أنه وفريقه رابحان، على رغم عدم إغفالنا اندفاعه في بعض الحالات، والتي بدأت تقل في الآونة الأخيرة، وأجزم بأن نجاحاته المتكررة تؤكد حديثي الدائم عن أن العمل الصادق والتخطيط الجيد يجب أن يرافقهما حسن النوايا، ليتحقق النجاح، وهو ما ذكرني بهدف مانغا وتحقيق الشباب بطولة غالية في وقت كان الاتحاد حقق كل بطولات الموسم، ولم يخسر أي مباراة في ذلك الوقت. وهنا الإشادة تمتد لأعضاء شرف الهلال، الذين لا يتخلون عنه ولا يُظهرون اختلافهم على السطح، لأنهم يتفقون في النهاية من أجل"الزعيم". كما أشيد وأهنئ اللاعبين الشباب عمراً والكبار عطاءً ومستقبلاً عبداللطيف الغنام - الذي أعتز به دوماً كنجم ومثال وأخ - والفريدي وعبدالله والزوري والكلثم والصويلح والعنبر، والذين أعتز بالعمل معهم إبان مشاركاتهم مع المنتخب سابقاً. كما لا أنسى أن أشيد بالنجم الموهوب محمد الشلهوب الذي قدم وضحى بالكثير من أجل الفريق وأسهم في عدد كبير من البطولات الهلالية، مبتعداً عن الإعلام ومفضلاً مصلحة الكيان، أما الدعيع وياسر القحطاني فأكد الأول أنه حارس"القرن"والثاني أنه أفضل لاعب آسيوي. أما الطرف الثاني في معادلة القمة السعودية الاتحاد، فهو أيضاً يستحق الإشادة، ولو كان الأمر بيدي لقسمت البطولة بين الفريقين، فكلاهما يستحقها، فحتى آخر ثانية من اللقاء كان الاتحاد قريباً من"اللقب"، ما يعني أنه فريق كبير جداً، وتتويج بطل واحد لا يعني إخفاق ال11 فريقاً الآخرين، فهذه هي الكرة. وهنا أيضاً أشير إلى المشرف على الفريق محمد الباز، الذي يعشق أيضاً العمل ليس بعد تسلمه الإشراف بل وقبل ذلك بسنوات كثيرة بالعمل بصمت وبدعم شرفي واضح، أسهم في تحقيق العديد من القفزات الاتحادية والنجاحات والبطولات، متعمداً العمل بصمت من أجل العميد والبعد كل البعد عن الإعلام. [email protected]