نقلت وكالة "الأنباء المركزية" عن مصادر متابعة من كثب تفاصيل تشكيل المحكمة الدولية للنظر في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والاغتيالات التي تلته، أن حكومة هولندا تنتظر وصول ممثل عن الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى لاهاي نهاية الأسبوع لتدشين بدء أعمال إعادة التأهيل وانطلاق الورش داخل المبنى المخصص مقراً للمحكمة والواقع في بلدة ليدسكندام فوربرغ - شمال لاهاي، وذلك قبل تعيين أمين سجل المحكمة مدير المحكمة الذي أكدت المصادر أن تعيينه بات قريباً جداً. وكان مراسل"المركزية"في هولندا، قال بعد زيارته المبنى الذي رسا عليه الخيار ليتحول إلى مقر للمحكمة في ليدسكندام، إن ملكية المبنى تعود إلى الدولة الهولندية، وهو يتألف من تسع طبقات تتضمن باحات واسعة وعشرات المكاتب ومختبراً وقاعة شبيهة بالمسرح، ومحاط بأحواض مياه عريضة يعلو قسماً منها جسران يشكلان المدخلين الأساسيين إلى المبنى الذي يقع جنوبه مبنى مهجور لوزارة الإسكان وشمالاً مبانٍ سكنية فخمة جداً. وأضاف المراسل أن المبنى تم تجهيزه بتقنيات عالية للمراقبة والأمن، إذ كانت تشغله قبل نحو شهرين مديرية الاستخبارات الهولندية التي انتقلت إلى مبنى تابع لوزارة التربية في منطقة مجاورة، ما استوجب تحصينه أمنياً، وتم تركيب نحو 50 كاميرا مراقبة في محيط المبنى وداخل مختلف طبقاته، كما خصصت غرفة حديد عند المدخل الخارجي للتدقيق في الهويات، وجهزت البوابات الحديد بأجهزة إلكترونية لقراءة بطاقات التعريف، إضافة إلى أبواب دوارة خضعت أيضاً لأحدث معايير المراقبة، علماً أن أمن مبنى المحكمة عند انطلاق عملها سيتولاه جهاز حماية من الأممالمتحدة بمؤازرة الشرطة الهولندية التي ستتخذ إجراءات أمنية استثنائية لناحية تكثيف دورياتها وفرض مراقبة شديدة في المنطقة المحيطة. وأضاف المراسل أنه، على رغم توقيع الاتفاق بين الأممالمتحدة والحكومة الهولندية في شأن اعتماد هذا المبنى مقراً للمحكمة الدولية في 21 كانون الأول ديسمبر الماضي وإقراره في مجلس النواب، لا يزال المكان حتى الساعة مقفراً وخالياً ولا توجد فيه حتى إشارة إلى انه سيشهد بعد نحو 4 اشهر جلسات محاكمة تحدد مصير قتلة الحريري والاغتيالات التي تلت، وربما مستقبل لبنان، إذ يبدو المبنى لناظريه هادئاً يخيم عليه السكون. فالأبواب مقفلة ولا اثر لعمال بناء أو ترميم أو حتى حراسة باستثناء رجل مدني يعمل لدى شركة"ريجكسغيبونديست"المكلفة راهناً ببعض أعمال الصيانة، إلا انه وفور تسلم الأممالمتحدة المكان، فإن ورش التجهيز ستنطلق لتحويل القاعات إلى غرف للمحكمة مع كل ما تستلزمه من معدات وأثاث ومكاتب وربما إجراءات أمنية إضافية، لكن ذلك لن يؤثر في بدء عمل المحكمة بحسب ما ابلغ سفير لبنان في هولندا زيدان الصغير"المركزية"، إذ أكد إمكان إكمال أعمال الصيانة بعد انطلاق المحكمة، كما أشار إلى وجوب البدء في هذه الأعمال. وتوقع الصغير الذي يعاونه راهناً في مهماته الديبلوماسية مستشار وموظف هولندي أن تتضاعف أعماله فور انطلاق المحكمة المتوقع في حزيران يونيو المقبل.