تقدمت الهيئة الإشتراعية الروسية خطوة جديدة نحو الاعتراف باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الساعيتين إلى الانفصال عن جورجيا، ودعا النواب الروس الكرملين إلى"تسريع الخطوات العملية لتعزيز سيادة الجمهوريتين تمهيداً للاعتراف باستقلالهما". وتلقت الجمهوريتان اللتان أعلنتا منذ سنوات عن استقلال من جانب واحد لم يحظ باعتراف دولي، رسالة دعم قوية من المشرّعين الروس أول من أمس، تشكّل نقلة مهمة في الموقف الروسي المعلن و"نتيجة طبيعية لدعم الغرب استقلال كوسوفو من جانب واحد"، إذ تبنّى مجلس الدوما البرلمان الروسي إعلاناً طلب من الكرملين والحكومة اعتماد"خطوات لتعزيز سيادة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وتسريع وتيرة النظر باعتراف رسمي باستقلالهما عن جورجيا وفقاً لإرادة سكان الجمهوريتين". وأشار البيان إلى"ضرورة قيام روسيا باتخاذ إجراءات لحماية المواطنين الروس"المقيمين في أراضي الإقليمين، خصوصاً في حال"شنّت جورجيا هجوماً مسلحاً على أي منهما، وأيضاً لمواجهة خطوات جورجيا المتسرعة في اتجاه الانضمام إلى الحلف الأطلسي". ومن ضمن الإجراءات المطلوبة، حمل إعلان المشرّعين الروس اقتراحاً بتعزيز قدرات قوات حفظ السلام الروسية في منطقة النزاعين الجورجي - الأبخازي والجورجي - الأوسيتي الجنوبي. علماً أن الإقليمين خاضا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مواجهات عسكرية مع جورجيا انتهت بوقف لإطلاق النار وإرسال قوات حفظ سلام إلى المنطقة. وتتهم تبليسي القوات الروسية العاملة هناك بتشجيع الانفصاليين في الإقليمين، اللذين طالبا المجتمع الدولي فور إعلان استقلال كوسوفو بمعاملتهما بالمثل، والاعتراف باستقلالهما. وإضافة إلى مسألة كوسوفو، شكّلت التحركات المتسارعة أخيراً على صعيد انضمام جورجيا إلى حلف الأطلسي على رغم المعارضة الروسية القوية لتوسيع الحلف شرقاً، ذريعة جديدة لمطالبة البرلمانيين الروس بالاعتراف باستقلال الإقليمين فوراً في حال وافقت قمة الحلف التي تعقد في 2 نيسان أبريل المقبل في بوخارست على إشراك جورجيا في خطة العمل التمهيدية قبل الالتحاق بالحلف رسمياً. ويعزو النواب الروس مطلبهم إلى ضرورة حماية سكان الإقليمين، خصوصاً أن غالبيتهم يحملون الجنسية الروسية ويعارضون بقوة توسيع الحلف الغربي وانضمامهم إليه. واللافت أن الإعلان صدر بإجماع التيارات السياسية الممثلة في الهيئة الإشتراعية بما فيها المعارضة اليسارية، ما يعزز موقف الداعين إلى تحرّك قوي في مواجهة تمدد"الأطلسي"شرقاً. من جانبه، أعلن ديميتري ميدويف مندوب أوسيتيا الجنوبية لدى روسيا أن تبنّي مجلس الدوما البيان الجديد"يمنح الثقة لشعبي الجمهوريتين ويعكس بدء عملية الاعتراف باستقلالهما"، معتبراً الخطوة"مهمة جداً"وآملاً"أن يستجيب لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، لأن الوضع الجديد الناشئ نيات توسيع الأطلسي"بات يشكل تهديداً لأمن مواطني أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأيضاً تهديداً مباشراً لروسيا ذاتها". على صعيد آخر أ ف ب، أفادت أرقام نشرتها وزارة الدفاع الروسية أن 25 جندياً قتلوا خارج المعارك في روسيا, منهم 17 انتحاراً, خلال شباط فبراير الماضي. وتصدر الوزارة هذه الحصيلة شهرياً على موقعها على شبكة الإنترنت تحت عنوان"النظام والانضباط العسكريان". وفي كانون الثاني يناير الماضي, بلغ العدد 36 قتيلاً خارج المعارك بينهم 25 انتحارياً. ومن الأسباب الأخرى للوفاة,"تجاوز حد السلطة والانتهاكات التي تشوب العلاقات بين الجنود", وهي الصيغة الرسمية للإشارة الى ضحايا المعاكسات. وساءت سمعة الجيش الروسي بسبب الظروف الحياتية الصعبة للمجنّدين والمعاملة السيئة التي يتعرّض لها الشبان المتطوعون.