اجتاحت أعاصير وعواصف رعدية مناطق من جنوبالولاياتالمتحدة يومي الثلثاء والاربعاء، وقتلت ما لا يقل عن 54 شخصاً وأصابت أكثر من 150 بجروح، في أسوأ حادث من نوعه منذ تسع سنوات. وفي مقاطعة سومنر في ولاية تينيسي الى الشمال الشرقي من ناشفيل، قذفت عاصفة بصبي عمره 11 سنة وامه الى خارج منزلهما. وعثر عليهما في وقت لاحق في احد الحقول. ونجا الطفل وهو في حال جيدة لكن امه توفيت. وأدت العواصف الى انقلاب الشاحنات على الطرق السريعة وحاصرت أشخاصاً في منازل ومصانع ومتاجر مدمرة وتسببت في مقتلهم. وفي مستشفى فاندربيلت في ناشفيل قالت فيرينا فرينغتون لمراسل تلفزيون:"كنا أنا وزوجي في المغطس مع طفلتنا الصغيرة. أتذكر أني طرت في الهواء. كان الأمر مخيفاً للغاية. ثم ساد الهدوء التام واكتشفنا أن منزلنا اختفى. طفلتنا لم تصب بأذى". وقال اسكوت استانزل الناطق باسم البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش سيسافر الى تينيسي اليوم الجمعة لمعاينة أضرار العواصف ويقدم العون للمنكوبين. وفي ولاية اركنساو تدمر نحو 500 منزل وشركة او لحقت بها اضرار كبيرة في اربع مقاطعات. وأعلن المركز الوطني لرصد العواصف في نورمان ولاية أوكلاهوما ان أكثر الولايات تضرراً هي تينيسي حيث قتل 31 شخصاً، اضافة الى أركنساو وكنتاكي ومسيسيبي والاباما، مع ورود تقارير غير مؤكدة أن 69 اعصاراً تحوم حول هذه الولايات وفي طريقها الى الشمال نحو انديانا. وقال المركز أن عدد القتلى هذه المرة تجاوز عدد الذين سقطوا في اخر سلسلة مميتة من الاعاصير ضربت أوكلاهوما وتكساس وولايات أخرى في أيار مايو 1999، عندما قتل 50 شخصاً. وعادة ما تتسبب الأعاصير في مقتل نحو 70 شخصاً في الولاياتالمتحدة كل عام. وقال مسؤولو خدمة الأرصاد انه اضافة الى القتلى ال31 في تينيسي سقط 13 قتيلاً في أركنساو وسبعة في كنتاكي وأربعة في ألاباما. وسقط عدد كبير من المصابين اذ جرح 149 في تينيسي وحدها. ولم تعلن ولاية مسيسيبي عن سقوط قتلى، لكن حوالى 11 شخصاً اصيبوا بجروح بعدما اجتاح اعصاران منطقة صناعية فألحقا اضراراً بالغة بمصنع لشركة"كاتربيلار"ومناطق زراعية الى الشمال من حرم جامعة مسيسيبي في اوكسفورد. وقال شيلفي لينفيل رئيس بلدية لافاييت في ولاية تينيسي:"نعلم أن هناك ثمانية قتلى ولا نزال نبحث، هناك دمار هائل". وساد انقطاع الكهرباء مناطق واسعة. وقال مسؤولون ان اعصاراً ضرب شركة"كولومبيا غلف ترانسميشن"في هارتسفيل تينيسي واشعل حريقاً في منشأة للغاز الطبيعي اضاء السماء في الصباح الباكر. وقال حاكم ولاية كنتاكي ستيف بيشير لشبكة"سي ان ان"الاخبارية عن حجم الدمار في ولايته:"لم يبق الإعصار شيئاً في طريقه".