سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عون يختتم زيارته لسورية بلقاء ثالث مع الأسد ولا يرى داعياً للمصالحة المسيحية . جنبلاط يعتبر خسارة الانتخابات عودة إلى فلك دمشق ووفد إيراني يزور بيروت للبحث في التعاون الثنائي
أطلق رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط دفعة جديدة من المواقف السياسية"النارية"والتحذيرية في اتجاه سورية والوضع الداخلي، طغت على ما عداها من المواقف، خصوصاً تلك التي أعلنها رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون من حلب في اختتام زيارته"الرئاسية"لسورية التي توجت بلقاء ثالث مع الرئيس بشار الأسد. واعتبر جنبلاط الانتخابات النيابية المقبلة المفصل الأساس لقوى 14 آذار، فإما"ان ننتصر وتبقى الكلمة الحرة للقرار المستقل على قيد الحياة وإما ان نخسر ويعود لبنان رسمياً الى الفلك السوري وحلفائه". راجع ص 6 و7 كلام جنبلاط جاء في سياق خطاب ألقاه في افتتاح الجمعية العمومية السنوية للحزب التقدمي الاشتراكي في بعقلين في منطقة الشوف، وحمل فيه بعنف على النظام السوري واتهمه وحلفاءه بالاستمرار في تدمير"القرار الفلسطيني المستقل الذي كان كمال جنبلاط أول المدافعين عنه، والذي من أجله قضى ياسر عرفات"، مشيراً الى"ان سياستنا حتى هذه اللحظة هي في التراضي والتسويات، واستطعنا على رغم كل التحديات والاغتيالات واحتلال بيروت وغير بيروت في السابع من أيار مايو الماضي، البقاء سياسياً على قيد الحياة. أما اذا انتصر الآخرون فالصورة ستتغير. ولن أسترسل أكثر من هذا الكلام احتراماً لاتفاق التهدئة الذي توصلنا إليه في الدوحة". وتزامنت مواقف جنبلاط مع موقف للعماد عون من المصالحة المسيحية - المسيحية أطلقه من حلب، وفيه ان"لا شيء بين المسيحيين يستوجب المصالحة لأن الاختلاف السياسي جزء من الحياة الديموقراطية"، ورأى ايضاً ان"المسافة بين جبل لبنان وحلب قريبة جداً خلافاً لما كنا نعتقد". ودعا جنبلاط في ردوده على مداخلات الحزبيين الى الحذر والتنبه من عودة مسلسل الاغتيالات، ونقل عنه الحضور قوله:"يجب ان يؤخذ الكلام الذي سمعناه من البعض عن الاغتيالات على محمل الجد لأن ما قاله ما هو إلا صدى لكلام سمعه من حلفائه". وتناول جنبلاط حوادث 7 أيار، وقال:"لسنا هنا لنفتح جروحاً جديدة، وكنا أبدينا مجموعة من المواقف والملاحظات إزاء ما حصل. وقلنا فيها ان البعض أخطأ في تقديره لردود الفعل وللارتدادات المحلية والخارجية على ما حصل في بيروت وبعض المناطق، والآن نحن نلتزم التهدئة التي أقرها اتفاق الدوحة مع عودة كل منا الى موقعه وبدء الحوار الذي هو البديل عن اللجوء الى الشارع". واعترف جنبلاط في تقويمه للأداء العام لقوى 14 آذار بأن"الأكثرية حققت إنجازات وقامت بخطوات إيجابية، لكننا واجهنا ثغرات نعمل على تجاوزها ونحن سنخوض الانتخابات النيابية كتفاً على كتف ويداً بيد. إننا جميعاً نبحر الآن في سفينة واحدة وأعتقد بان مصيرنا واحد، ولا يستطيع ان ينجو البعض ويسقط البعض الآخر". الى ذلك توافرت ل"الحياة"معلومات جديدة عن زيارة السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة تجاوزت تجديد الدعوة للأخير لزيارة طهران وتوصلهما الى تفاهم سيبصر النور في شأن التعاون بين البلدين. وبحسب المعلومات فإن زيارة شيباني للسنيورة وقبلها الى البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير كانت لافتة لأنها تزامنت مع مواصلة عون زيارته لسورية ومحادثاته مع الرئيس الأسد. وكشفت المعلومات ان تجديد دعوة السنيورة الى زيارة طهران لا تعني، كما قالت مصادر مواكبة لتحرك السفير شيباني، بأنها ستتم بسرعة، وأن الاتفاق بينهما يقضي بمجيء وفد إيراني الى بيروت للعمل مع الحكومة على وضع الإطار العام للتعاون بين البلدين. ولفتت المصادر نفسها الى ان السنيورة"لا يرفض تلبية الدعوة، لكن لا بد من توفير الظروف لإنجاح الزيارة بما يعزز مجالات التعاون باتجاه التفاهم على آلية مشتركة على غرار ما هو قائم بين الدول". وبكلام آخر فإن الحكومة اللبنانية، بحسب هذه المصادر،"لا تقفل الباب في وجه التعاون ولا تعترض على علاقة ايران بهذا الطرف أو ذاك، إنما ما يهمها ان يكون التعاون من دولة الى دولة لا سيما ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة". وبالنسبة الى ما تردد في شأن عزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القيام بزيارة لبنان في الأيام الأولى من السنة الجديدة لمعايدة الوحدة الفرنسية العاملة في"يونيفيل"، أكد مصدر فرنسي في باريس ل"الحياة"ان السنة الجديدة ستشهد تحركات عدة لتعزيز العلاقة الفرنسية - اللبنانية، خصوصاً من خلال تبادل الزيارات بين البلدين. لكن مصادر أخرى في باريس قالت ان الدوائر المعنية في قصر الإليزيه بدأت تدرس احتمال قيام ساركوزي بزيارة لبنان في الأسبوع الثاني من السنة الجديدة على ان تكون خاطفة، ويتخللها لقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يخصص للتحضير للزيارة الرسمية للأخير لباريس يومي 16 و17 آذار مارس المقبل. وأضافت:"ان زيارة ساركوزي في حال حصولها ستتيح له الفرصة للبحث مع سليمان في ما حصل من تقدم بين سورية ولبنان، انطلاقاً من خريطة الطريق التي كانت توصلت إليها باريس مع دمشق، خصوصاً بالنسبة الى تبادل السفيرين قبل نهاية السنة، بحسب ما التزم الرئيس الأسد في باريس في تموز يوليو الماضي. ومع ان هذه المصادر استبعدت انتقال ساركوزي، في حال حصول الزيارة، من بيروت الى دمشق، قالت ان الاستمرار في تطبيع العلاقة الفرنسية - السورية يتوقف على التزام دمشق تعهداتها. نشر في العدد: 16684 ت.م: 08-12-2008 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: لبنان: جنبلاط يعتبر خسارة الانتخابات عودة إلى فلك دمشق