تؤرق مشكلة التبول اللاإرادي لدى الأطفال كثيراً من العائلات، فهي وفقاً لدراسات طبية أكثر الاضطرابات انتشاراً خلال مرحلة الطفولة. ومن هذه المشكلة تحدث لأسباب عدة منها ما هو نفسي وما هو وراثي. وتتساءل عبير الخالد 28 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال: "لا أعرف كيف أجعل ولدي قادراً على التخلص من مشكلة التبول اللاإرادي في الفراش ليلاً؟". وتضيف: "ابني الأوسط محمد 4 أعوام يعاني من هذه المشكلة التي تفاقمت بعدما أنجبت شقيقه الأصغر علي، حتى ظننت أن سبب سوء حاله في الفترة الأخيرة يأتي رداً على غيرته من اهتمامي بأخيه". وتؤكد: "أحرص على عدم إهمال أي من أطفالي لحساب آخر، إلا أن هذا لم ينجح في حل مشكلة محمد". ويُحدّد الاختصاصي التربوي والنفسي في جدة معن الحموري سن الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي بما فوق الرابعة من العمر. ويوضح:"التبول اللاإرادي يندرج ضمن المشكلات السلوكية الشائعة لدى الأطفال، إذ إن هناك دراسات تشير إلى أن واحداً من كل 4 أطفال ما بين سن الرابعة والسادسة عشرة من العمر عانى من هذه المشكلة، وهي أكثر انتشاراً بين الذكور". ويلفت إلى ان التبول اللاإرادي إذا كان يحدث على فترات متباعدة جداً لا يعتبر مشكلة، ويقول:"هناك نوعان من التبول اللاإرادي، الأول الذي يُطلق عليه المتبول اللاإرادي على نحو متصل، ونعني به الطفل الذي يتبول لا إرادياً منذ الولادة، والنوع الآخر وهو المتبول اللاإرادي على نحو متقطع ونعني أن الطفل استطاع تحقيق فترة معقولة من الانقطاع عن التبول، سواء في الليل أم في النهار، إلا أنه عاد للتبول مرة أخرى لسبب ما". وحول أسباب هذه المشكلة، يقول الحموري:"الأسباب تنقسم إلى قسمين نفسية وعضوية، كأمراض الجهاز البولي أو وجود التهاب في المثانة أو التهاب في قناة مجرى البول أو ضعف صمامات المثانة، أو التهاب في الكلى. وحتى تضخم لحمية الأنف لدى الطفل يسبب له صعوبة في التنفس ما يؤدي الى إجهاده واستغراقه في النوم". ويلفت إلى أن بعض أسبابها قد يكون وراثياً. ويرى أن"التبول اللاإرادي على نحو متقطع يأتي عادة نتيجة للتوتر النفسي أو أزمة عاطفية كولادة شقيق له، كما أن الانتقال إلى مسكن جديد قد يكون سبباً، إذ إن بعض الأطفال لا يستطيعون استخدام دورات المياه في الأماكن الغريبة بالنسبة إليهم". ويقول إن علاج هذه المشكلة يتم من خلال طرق عدة منها"خفض مستوى القلق والتوتر وإعطاء الطفل مزيدا من الدعم والاهتمام والتفهم خصوصاً عند وقت النوم، ليذهب إلى فراشه وهو يشعر بالاسترخاء والاهتمام من الأم". ويمكن تجنب هذا الأمر عبر إيقاظ الطفل ليلاً قبل الوقت المعتاد لتبليل فراشه والذهاب به إلى الحمام، فإذا كان الطفل يتبول بعد ساعتين من استغراقه في النوم يجب إيقاظه قبل هذا الوقت بقليل، بحسب الحموري. ويتابع:"من الضروري أن يكون إيقاظه بطريقة لبقة وأن تشعره والدته بحنانها، خشية أن يعتبر أن إيقاظه نوعا من العقاب"، محذراً من"التطرف في تدريب الطفل على الذهاب إلى الحمام سواء بإهماله أم إظهار اهتمام مبالغ فيه"، مبيناً أن هذا الأمر من" لا يساعد الطفل على تعلم سلوكيات جديدة مثل السيطرة على المثانة أثناء الليل". نشر في العدد: 16701 ت.م: 25-12-2008 ص: 22 ط: الرياض