تعتبر خلايا المنشأ التي يُشار إليها أحياناً باسم"الخلايا الجذعية" المصدر - الأم لأعضاء الجسم. ويتوافر منها 200 نوع، تتوزع على"اختصاصات"، ينهض كل نوع منها بمهمة مختلفة نوعياً، كأن يصنع الكبد أو الشعر أو الجلد أو غيرها. وبدأ الاهتمام بخلايا المنشأ منذ سنوات قليلة. ونشطت البحوث لاستخدامها في علاج الأمراض، خصوصاً المستعصية منها. وفي حديث مع"الحياة"، أوضح الدكتور محمد محيي الدين عوض أستاذ الكبد في جامعة عين شمس أن خلايا المنشأ تشرع في العمل عندما يحدث مرض أو تلف في عضو وتعوّض ما يتلف من أنسجة. وأضاف:"قبل أكثر من عشر سنوات، كنا نعتقد أن عمل خلايا المنشأ يقتصر على تعويض الخلايا التالفة من أعضاء الجسم. وأخيراً، وجدنا أن خلايا المنشأ هي أيضا الخلايا الأم في الأورام المتنوّعة التي تصيب الجسم، وبالتالي فإنها تساهم في التسبب بالسرطانات المميتة. وبقول آخر، هناك خلايا منشأ حميدة وأخرى خبيثة. وتركز البحوث عالمياً على تحديد خلايا المنشأ الخبيثة، وعلى البحث عن العنصر الوراثي "الجين"Gene المُميّز على سطح هذه الخلايا ليسهل بالتالي التعرف اليها. وأخيراً، تعرّف العلماء الى نوع منها سُمّي"سي دي 133". وأضاف عوض أن علاج الأورام سواء بالإشعاع أم بالمواد الكيماوية، لا يؤثر في خلايا المنشأ الخبيثة. وقال:"عندما يهجم العلاج على الورم السرطاني، فإن الخلايا التي سبق لخلايا المنشأ صنعها هي التي تتأثر ويقضى عليها، وتالياً، يحدث تدمير للورم، ولكنه لا يقضي على خلايا المنشأ الخبيثة تماماً. وبعد 3 إلى 4 سنوات عندما تكون"الظروف مناسبة"، تنشط خلايا المنشأ الخبيثة مرة أخرى بعد السكون الذي يحدث لها عند العلاج بالكيماويات أو الإشعاع. وتتجه البحوث راهناً إلى ايجاد دواء يقضي على خلايا المنشأ الخبيثة نهائياً. ومن المنتظر أن تستغرق صناعته ما يتراوح بين 5 إلى 7 سنوات. وعندها، يصبح من المستطاع الحديث عن آفق لشفاء كامل من السرطان، وليس مجرد تدمير الورم الخبيث آنياً". وقال عوض ان خلايا المنشأ تشرع في التحوّل إلى خلايا خبيثة بضغط من عوامل البيئة مثل التلوّث والغازات المُسممة والتدخين والكحول والفطريات التي تنشأ على البقوليات نتيجة سوء التخزين. وأشار الى وجود محاولات كثيرة للوصول إلى دواء شافٍ يواجه خلايا المنشأ الخبيثة ويقضي عليها. نشر في العدد: 16692 ت.م: 16-12-2008 ص: 33 ط: الرياض