قتلت قوات الكوماندوس الهندية آخر مسلحَين إسلاميين تحصنا داخل فندق"تاج محل"في مدينة مومباي أمس، منهية هجمات استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية للهند وأسفرت عن سقوط 195 قتيلاً على الأقل بينهم 22 أجنبياً. وقال قائد شرطة بومباي حسن غفور، بعد وقت قصير من إطلاق كثيف للنيران في المبنى وتصاعد ألسنة اللهب من النوافذ: "سيطرنا على فندق تاج محل، وخسرنا جندياً على الأقل"، فيما اقتيدت كلاب مدربة الى الداخل لإجراء عملية تفتيش أخيرة للغرف. وتفقد راتان تاتا، رئيس"مجموعة تاتا"التي تملك الفندق، المبنى حيث بدت صالة الاستقبال في فوضى تامة، فيما تبعثر الأثاث المحطم والمياه في كل مكان، وغطت طبقات من الدخان الأسود واجهة الفندق ذي الأحجار الرمادية والشرفات البيضاء. وأفادت صحف بأن بعض المتشددين نزلوا في فندق"تاج محل"قبل أيام أو أسابيع من الهجمات، في حين أشارت صحيفة"تايمز أوف انديا"الى أن المهاجمين استأجروا شقة سكنية في بومباي قبل بضعة أشهر متظاهرين بأنهم طلاب قدموا من ماليزيا. وكان مسؤول عسكري هندي صرح الجمعة بأن المسلحين يعرفون تفاصيل المبنى في شكل أفضل من رجاله، مؤكداً أنهم مدربون جيداً،"اذ انهم ضاهوا قوات الكوماندوس في القتال والحركة، ما يجعلهم جنوداً نظاميين في الجيش أو عناصر خضعت لتدريبات خاصة لفترة طويلة". وأشار مصدر في الاستخبارات، رفض كشف اسمه، ان مجموعة من المهاجمين خزنت أسلحة وذخائر في فندق"تاج محل"، قبل ان تصدر أوامرها لمجموعة ثانية وصلت الى بومباي من طريق البحر. وغداة انتهاء المواجهات في فندق"ترايدنت اوبروي"، سمحت الشرطة لنزلاء بالعودة لجمع أغراضهم. وأعلن مسؤولو الفندق انهم سيعيدون فتح جناح"ترايدنت"الأربعاء، لكن ليس جناح"أوبروي"الذي أصيب بأضرار بالغة جراء المعركة الطويلة التي دارت في داخله. وامتلأت قاعة الاستقبال في"ترايدنت"بزجاج مهشم وبآثار العيارات النارية على الأبواب والجدران. وفيما ألمحت تقارير إعلامية الى احتمال مشاركة بريطانيين من اصل باكستاني في الهجمات، أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان لا أدلة على ذلك، محذراً من استخلاص أي نتائج قبل انتهاء التحقيقات. وقال براون:"لم يبلغني رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ خلال اتصال هاتفي اجريته معه بوجود أدلة على وجود إرهابيين من اصل بريطاني، وننتظر إنجاز التحقيقات الضخمة لاستخلاص النتائج" ويعيش حوالى 750 الف شخص من اصل باكستاني في بريطانيا، ما يجعلهم ثاني اكبر أقلية عرقية بعد الجالية الهندية. وكان ثلاثة من أربعة انتحاريين، فجروا أنفسهم في شبكة النقل العام في لندن في السابع من تموز يوليو 2005، بريطانيين من اصل باكستاني. وتقدر أجهزة الأمن البريطانية ان مئات من الشبان الباكستانيين المولودين في بريطانيا سافروا الى أفغانستانوباكستان خلال السنوات العشر الماضية للانتظام في تدريبات إرهابية. جدال في باكستان وفيما اتهمت الهند عناصر من باكستان بتنفيذ الهجمات، ما زاد حدة التوتر بين البلدين النوويين، عدلت إسلام آباد في شكل مفاجئ عن خطوتها"التصالحية"التي أعلنتها سابقاً عبر إرسال رئيس جهاز الاستخبارات احمد شجاعة باشا الى الهند للتعاون في التحقيق في الاعتداءات، واستبدل به ممثل عن الجهاز. وحصل التغيير اثر جدال دار بين قادة الجيش ومسؤولي الحكومة بسبب إعلان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الجمعة انه سيرسل الجنرال باشا الى الهند. واختصر جيلاني ليل اول من امس زيارة لمدينة لاهور شرق باكستان وعاد الى إسلام آباد لعقد"اجتماع استثنائي للحكومة يهدف الى تقويم آثار مزاعم الهند، وتغيير مستوى مشاركة الاستخبارات في التحقيق". وهدد رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ الخميس"الدول المجاورة"بدفع الثمن، اذا لم تتخذ إجراءات لوقف الجماعات المناوئة للهند على أراضيها، وفي مقدمها جماعة"عسكر الطيبة"التي تقاتل القوات الهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، وتعتقد نيودلهي بأن منفذي تفجيرات بومباي انضموا الى صفوفها. ونفت"عسكر الطيبة"صلتها بالهجمات، لكن صحيفة"نيويورك تايمز"نقلت عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات وأجهزة مكافحة الإرهاب، ان الاستخبارات الاميركية مقتنعة بتورط الجماعة او مجموعة"جيش محمد"بالهجمات. وفي موقف"كشميري"بارز، وصف سيد صلاح الدين رئيس"مجلس الجهاد المتحد"الذي يتخذ من كشمير الباكستانية مقراً له قتل مدنيين في بومباي بأنه"أمر يستحق الإدانة"، نافياً تورط أي جماعة عضو في المجلس بالاعتداءات، علماً ان المجلس لا يضم جماعة"عسكر طيبة"التي تأسست في إقليم البنجاب شرق باكستان، وتحشد سكان الإقليم للانضمام اليها. ورجح صلاح الدين تنفيذ جماعة هندية الهجمات رداً على قمع الأقليات في الهند وبينهم المسلمون. نشر في العدد: 16676 ت.م: 30-11-2008 ص: 20 ط: الرياض عنوان: مواجهات بومباي تتوقف بعد ثلاثة أيام والهند تصف المهاجمين ب |"جيش نظامي"