دعا السفير المصري السابق لدى إسرائيل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى محمد بسيوني الفصائل الفلسطينية إلى جعل قرارها"فلسطينياً خالصاً وليس نابعاً من أي جهة أخرى". واعتبر التحالفات الإقليمية لفصائل مثل حركة"حماس"عائقاً أمام اتمام الحوار. وقال بسيوني ل"الحياة"إن قرار الفصائل"لا بد من أن يكون فلسطينياً مئة في المئة حتى يمكن أن يعقد الحوار"، متهماً قوى فلسطينية لم يسمّها، بأنها"لا تعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، بل تعمل لمصلحة جهة أخرى... الجهة التي يقيمون فيها"، في إشارة إلى استضافة دمشق قادة"حماس". وشدد على أن القاهرة"لن تتخلى عن الورقة المصرية أرضية للحوار والتوافق، لأن هذه الورقة تعكس معظم القواسم المشتركة بين التنظيمات الفلسطينية التي تم التوصل إليها من خلال الحوارات التي أجرتها مصر مع هذه القوى". وأضاف أن"أي تعديلات أو تحفظات يجب أن تُبحث في اللجان التي ستشكل عقب الاجتماع الرسمي للحوار". وتساءل مستنكراً:"ما جدوى تشكيل اللجان الخمس الأمن - الحكومة - الانتخابات - منظمة التحرير - التعويضات إذا لم تبحث في كل التفاصيل والملاحظات لإضافة مسألة أو حذف بند ما"، مشدداً على أن"الورقة المصرية هي الأساس، وطرح الآراء والنقاشات يكون فقط من خلال هذه اللجان". غير أنه أكد أن مصر"لن تقطع اتصالاتها بمختلف القوى الفلسطينية ولم تهاجم أي طرف ولم تأخذ موقفاً متشنجاً من هذا أو ذاك، لكن مسألة الحوار مرجأة في انتظار تحديد موعد آخر"، مشدداً على أنه"لا يمكن القول إن الحوار فشل، لكن تم إرجاؤه إلى حين تهيئة المناخ وتهيئة النفوس". وأشار إلى أن بلاده"ستظل تبذل مساعيها في اتجاه عقد الحوار، شرط أن تتوقف الحملات الإعلامية بين الجانبين وأن تدرك التنظيمات الفلسطينية أنه لا جدوى للمناصب والمواقع طالما الدولة لم تتحقق"، لافتا إلى أنه"لن يتم التوصل إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة طالما استمر هذا الانقسام ولم تعالج الأزمة بين فتح وحماس". وأوضح أن"مصر متمسكة بالاستمرار في بذل جهود المصالحة"، مذكراً بأن"القضية الفلسطينية هي لب الصراع في الشرق الأوسط. وعندما يعقد الحوار الفلسطيني الشامل ويتم تشكيل اللجان وصوغ اتفاق للمصالحة، سيحال الملف على الجامعة العربية لتوقيع هذا الاتفاق في حضور وزراء الخارجية العرب". من جهة أخرى، اعتبر قيادي رفيع في حركة"الجهاد الإسلامي"أن"الاعتقالات في الضفة الغربية هي العقبة الأساس أمام عقد الحوار". وقال ل"الحياة"إن"المكتب السياسي لحماس تسلم رسالة من قيادات الحركة في الضفة تستنكر عقد الحوار، فيما كوادر الضفة مطاردون ويتعرضون للاعتقال والتنكيل". وأضاف أن"هذه المسألة خلقت جدلاً بين قيادات حماس"، لافتاً إلى أن"قيادات الضفة أبلغتهم بأن القضية ليست فقط حصار غزة، لكن أيضا الاعتقالات في الضفة، فكيف ستذهبون إلى الحوار وهذه المسألة عالقة؟". وكشف أن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية"كان يدعم هذا الاتجاه ويقول لهم إذا لم تحل هذه المسألة المعتقلون فلا داعي للذهاب إلى الحوار". ورأى المصدر أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في منتجع شرم الشيخ على هامش اجتماع الرباعية الدولية"ونفيه وجود معتقلين سياسيين لدى السلطة في وقت تصعد الأجهزة الأمنية من إجراءاتها ضد كوادر حماس، عقّد الموقف". وأشار إلى أن حركته"لها 91 كادراً معتقلاً في سجون الضفة، لكننا لم نضعها عقبة أمام الحوار". ولفت إلى أن"طرفي الحوار الأساسيين هما فتح وحماس، ونحن لم نكن نريد أن نضع عراقيل، فدورنا مساند وداعم من أجل إنجاح الحوار". نشر في العدد: 16659 ت.م: 13-11-2008 ص: 11 ط: الرياض عنوان: أكد أن مصر لن تتخلى عن ورقتها أساسا للحوار . بسيوني : قرار بعض الفصائل ليس فلسطينياً