يبدو أن الأستاذ علي الشهابي يقدم بعنوان مقاله المنشور في جريدة الحياة"الاعتراض من داخل النظام لا من خارجه. ف"الأزمة المالية الراهنة والندب على الماركسية"يوفر إجابات عن أسئلة افتراضية ناتجة عن حوارات لم تفش عنها مقالته، ورأيه يتحدّد بأنه لا مخرج من الأزمة الحالية إلا في إطار النظام الرأسمالي وكل كلام غير ذلك هو نوعٌ من الولولة والندب على الماركسية. لا شك أن الكلام عن ثورة اشتراكية من دون أحزاب فاعلة اشتراكية كلام أيديولوجي زائف لا معنى له، ولكن الكلام عن أن الخروج عن الرأسمالية بسبب هذه الأزمة أيضاً أمر غير متصور، ولولة على الرأسمالية من بدون حجج. الأزمة حقيقيّة وتدخّل الدولة أو التأميم لمواجهتها ليس أمراً يشبه التدخل لحل شجار ما أبداً. والتدخل الآن وبكل هذا الحجم والكثافة يشي بأن هناك ما هو في طريقه للظهور.أي انتقال الأزمة من القطاع المالي والمصارف نحو القطاع الصناعي، وبذات الوقت خطورة أن تنهار بعض الدولة الطرفية أو المركزية مما يسبب أزمات قد تعصف وتخلخل وتضعف الثقة بكل ما له علاقة بالرأسمالية وهو ما سيفتح المجال نحو شيء جديد؟ لا شك أن الرأسمالية أصبحت ماهرة جداً في التخلص من أزماتها، فهي مالكة العقل والعلم والثروة والمسيطرة على العالم. والقوى الاشتراكية وحتى مناهضي العولمة يكادون أن يصبحوا أثراً بعد عين، ولكن الأزمة وقعت وتكاد أن تصبح بلا مخرج طبيعي. إذن هناك مستوى خطير يجب أن لا نغفله على قاعدة التشنيع بالماركسية كي نكيل التسبيح بالرأسمالية، وكي تستطيع بالفعل هذه الرأسمالية إثبات نفسها وإعادة الثقة بها، رغم أنني أعتقد أنها لن تخرج من أزمتها الحالية بغير ما أشار إليه الأستاذ علي. أي أنني بغياب قوى اشتراكية وباستفحال الأزمة وتحولها نحو الركود وانتقالها إلى القطاع الصناعي ووجود بطالة تفوق العشرين مليونا كما يصرّح عنها في الإعلام، فإن الممكن الوحيد قد يكون أنظمة فاشية وديكتاتورية وربما حروبا جديدة قد يكون بعضها ضد إيران. إذن الأزمة سيكون لها ارتدادات داخلية فاشية وحروب خارجية محتملة،عدا عن إجبار الدول المالكة للنقود على دفع فاتورة الحروب القادمة ولا سيما أموال الخليج العربي، كما يُطلب منها الآن أن تساهم في الدفع لصالح المصارف الكبرى. ولكن لماذا صرخ الكثيرون في هذه الأزمة وهم ليسوا من الاشتراكين بل من عمال المصارف وغيرهم إن هناك"إجراءات اشتراكية"بدأتها أميركا بالإضافة الى التأميم الجزئي أو الكلي لبعض المصارف أو دعمها بالمليارات. أليس لأن الاشتراكية تقدم برأيهم حلولاً لتلك الأزمات؟ * كاتب سوري.