لم يكف اقرار "خطة بولسون" في الولاياتالمتحدة لتهدئة مخاوف المستثمرين حول العالم، فتراجعت البورصات الآسيوية والاوروبية بشكل كبير أمس، في حين انتشرت الأزمة المالية في أوروبا مرغمة الحكومات على التدخل لطمأنة المودعين. وسجل كل البورصات الأوروبية بعد الآسيوية تراجعاً كبيراً عند الافتتاح. وتراجع المؤشر الفرنسي"كاك 40"نحو 4.49 في المئة و"داكس"الألماني 4.15 في المئة و"فوتسي"في لندن 5.02 في المئة. وسجلت بورصة امستردام تراجعاًً بلغ 6.02 في المئة. وكان المتعاملون قلقين خصوصاً من الوضع في المانيا، حيث بات مصرف"هيبو ريل ايستيت"، رابع اكبر مصارف البلاد، على شفا الافلاس، وأعدت الحكومة الالمانية خطة لإنقاذه. وفي فرانكفورت، عانى المؤشر"داكس"من تراجع حاد في أسهم المصارف، مع تراجع سهم"هيبو"اكثر من 36.62 في المئة وسهم"كوميرس بنك"اكثر من 20 في المئة و"دويتشه بنك"6.43 في المئة و"بوست بنك"6.93 في المئة. وفي دول اوروبية اخرى تراجعت بورصتا موسكو"ار تي اس"و"ميسيكس"7.60 في المئة و9.60 في المئة على التوالي، بعد نحو عشرين دقيقة من بدء التداول، وتوقفت المبادلات فيهما مدة ساعة بسبب انهيار الاسعار. أما بورصة ميلانو ففتحت على تراجع بلغ 3.45 في المئة بفعل انخفاض بلغ 13.4 في المئة في سهم مصرف"يوني كريديت". وتراجعت بورصة اوسلو 7 في المئة بعد دقائق معدودة على بدء التداول، وانخفض مؤشر"ايبكس-35"في مدريد 4.1 في المئة. وشهدت البورصات الآسيوية مجدداً يوماً عصيباً متأثرة بانتشار الأزمة المالية في أوروبا وبسبب عدم اطمئنانها الى خطة الانقاذ الأميركية. وأفاد محللون لدى"ار بي سي كابيتال ماركتس"ان"اقرار خطة بولسون يشكل المرحلة الأسهل في هذه العملية"، مضيفين ان"هذه الخطة لن تمنع حصول تباطؤ أو انكماش في الولاياتالمتحدة". وفي طوكيو، هوى المؤشر"نيكاي"القياسي للأسهم اليابانية 4.3 في المئة ليغلق على أدنى مستوى في أربع سنوات ونصف سنة، بعد أن تراجع 5 في المئة خلال اليوم، وسط قلق المستثمرين على آفاق الاقتصاد العالمي، ما دفعهم الى الاقبال على بيع الأسهم بكميات كبيرة. وكانت أسهم الشركات المالية والمصرفية الأشد تضرراً، ففقد سهم مجموعة"ميتسوبيشي يو اف جيه"المالية، وهو أكبر بنك ياباني، نحو 9.2 في المئة. كما ساهمت أسهم الشركات المصدرة وشركات التكنولوجيا المتطورة في إلحاق خسائر أكبر بمؤشر"نيكاي"، الذي فقد 465.05 نقطة ليغلق على 10473.09 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى منذ شباط فبراير عام 2004 بعد أن هبط في وقت سابق أمس الى 10374.38 نقطة. وخسر"توبكس"الأوسع نطاقاً 48.92 نقطة مسجلاً أدنى مستوى اغلاق منذ كانون الاول ديسمبر عام 2003. وفي شنغهاي، فتحت البورصة، على تراجع أمس بلغ 5.23 في المئة مع استمرار القلق من الاضطرابات المتواصلة في القطاع المالي في الولاياتالمتحدة واوروبا. وتراجع المؤشر المركّب 120.05 نقطة الى 2173.74 نقطة. وبلغ عدد الأسهم الهابطة 781 سهماً في مقابل ارتفاع سعر 143 سهماً، وكانت قيمة التداول في أسهم الفئة"أ"متوسطة إذ بلغت 47.2 بليون يوان 6.9 بليون دولار. وأقفلت بورصة هونغ كونغ متراجعة 5 في المئة. ولم تفلح الخطوات التي اتخذتها السلطات الصينية في وقف الانخفاض، منها الاعلان عن قرب السماح بالتداول بالهامش والبيع على المكشوف على أساس تجريبي، وإعادة فتح سوق أوراق ديون الشركات المتوسطة الأجل. واغلقت"بورصة شنغهاي"أبوابها الاسبوع الماضي بكامله بسبب الاحتفال بالعيد الوطني الصيني.