الطالب علاء الدين الهريشات 9 سنوات يحصل على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب"أي سي دي أل"، ICDL، العالمية. وهي شهادة ينالها كل من ينجح بامتياز في سبعة اختبارات تتعلّق بالمفاهيم الأساسية للكومبيوتر وبرامجه. والهريشات من محافظة الطفيلة، جنوبالأردن"مركز ريادي في عمّان يسجل براءة اختراع في نظرية رياضية جديدة بعنوان"جداول الضرب"، للطالب مؤمن عارف 13 سنة، وهي أول نظرية رياضية تستخدم أسلوب الأنماط للوصول الى النتائج"... عناوين وأخبار وتقارير تطالعنا بها الصحف الأردنية، تعلن أطفالاً وطلاباً موهوبين، ترعاهم مؤسسات تعليمية حكومية ومدنية، من شأنها تشجيع التفوق والإبداع، وسط اهتمام أهلي كبير. ويكاد يكون من المسلمات توق المواطن الأردني إلى تحصيل العلم والمعرفة، وقد"يبيع قطعة ارض او عقاراً، أو يقترض من البنك، في سبيل تأمين تعليم الأبناء ورعاية مواهبهم. ومع الوقت، تحول هذا السلوك عرفاً يمارسه من دون تردّد أو ندم"، كما يقول عبدالله حسين 47 سنة. ويستمر تشجيع الأبناء المتميّزين حتى مراحل تعليمية متقدمة، الجامعة وما بعدها. ومنذ مدة قصيرة، ترشّح الطالبان الأردنيان عمر حناوي وعلاء محمود، من كلية الهندسة في جامعة فيلادلفيا، للمنافسة على جائزة"نجوم العلوم"، ضمن مسابقة"أحسن اختراع"على مستوى الوطن العربي، عن مشروعهما"متخلص المياه الأوتوماتيكي". واختير من بين أفضل 100 مشروع لهذا العام. وهذه المسابقة سنوية، تنظّمها دولة قطر. ويرى حناوي ومحمود أن الطفل الأردني الموهوب يستحق المنافسة على جوائز عالمية، مثل"جائزة نوبل". الدكتور أشرف سليم، من كلية الهندسة في جامعة فيلادلفيا، يشير إلى المواهب التي يتمتّع بها أطفال أردنيون، بدليل عدد المشاركين في مسابقات محلية. ويذكر محمود حسونة أن طلاباً تخرجوا في المدرسة الحكومية التي يعمل مدرّساً فيها، وابتعثوا لإكمال دراساتهم الثانوية، في مدارس بريطانية وأميركية، مشيراً بذلك إلى أن الموهبة لا تقتصر على مؤسسة تعليمية من دون أخرى. وتذكر رهام العاصي من"مركز زها الثقافي"أن الفرق الموسيقية المكونة من أطفال متميزين، زارت الولاياتالمتحدة وتركيا وألمانيا، لعرض أعمالها. وتلفت إلى أن أطفالاً موهوبين أسسوا فريقاً صحافياً من مندوبين ومحررين،"عمل على إنشاء أول صحيفة أسبوعية للأطفال في الأردن، وهي"صحيفة زها"، بإشراف متخصصين. الكاتب المتخصص في أدب الأطفال، منير الهور، وهو المدير التنفيذي ل"الحملة الوطنية لتشجيع القراءة"، يشدد على أن إبداع الطفل الأردني لم يكن ليتطور من دون جهات راعية،"فالإبداع لا يقتصر على الأطفال في العاصمة فقط، بل يمتد إلى الريف". وتثني مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون، لينا التل، على الاهتمام الكبير التي توليه جهات مدنية ورسمية بالصغار المتميّزين،"فمدرسة الملك عبدالله للتميز تحتضن الطلاب المتفوقين، ووزارة التربية والتعليم تنظّم مسابقات للشعر والإلقاء والقصة، ومهرجاناً للمسرح...، فضلاً عن الرقص والباليه والموسيقى"، كما تقول. وتعتبر أن إبداع الطفل يتوقّف على الأهل والمدرسة، ثم تستدرك لتشير إلى أن وسائل التعليم في الأردن تحتاج الى تطوير،"فهي لا تزال تلقينية". ولرئيسة"جمعية أصدقاء الأطفال الخيرية"، روضة الهدهد، رأي أكثر تحديداً، إذ تذهب بقولها إلى أن نحو 60 في المئة من الأطفال الأردنيين - وثمة مبدعون كثر بينهم - محرومون من الفرص، بسبب غياب الحوافز والبيئة الملائمة. وتشير الى ان عدد متاحف الأطفال، مثلاً، غير كافٍ، وتصف المكتبات الملحقة ببعض المدارس، بأنها"جثث بلا أرواح ورفوف يعلوها الغبار". وتتحدث الهدهد عن خيبات أصابت الصغار من أسرهم وضيق الأحوال. منذ أيام، دعت أوبرا وينفري في برنامجها الشهير الذي تبثه"أم بي سي 4"، إلى احتضان مواهب الأطفال في الولاياتالمتحدة. فهل من برنامج عربي يعطي الطفل الموهوب قدراً من الأهمية بعيداً عن أي حسابات؟