ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة، فيما شنت طائراته سلسلة غارات على منازل وأهداف مدنية وأخرى تابعة لفصائل المقاومة في قطاع غزة أمس أسفرت عن استشهاد أربعة آخرين. وردت فصائل بإطلاق صاروخ"غراد"أصاب منطقة تقع في شمال مدينة المجدل عسقلان جنوب إسرائيل في عملية هي الأولى من نوعها. وشنت طائرات الاحتلال التي كثفت تحليقها في سماء القطاع غارات مكثفة على منازل ناشطين فلسطينيين ومواقع عسكرية في مدينتي غزة ورفح، كان أكثرها دموية في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس في جنوب القطاع. وقالت مصادر طبية وحقوقية ل"الحياة"إن خمسة مواطنين من عائلة واحدة، بينهم أم وثلاثة من أبنائها استشهدوا في غارة شنتها قوات الاحتلال على منزل المواطن حمدان فياض في بلدة عبسان صباح أمس. وأسفرت الغارة عن استشهاد الأشقاء أحمد فياض 32 عاماً وسامي فياض 28 عاماً وأسماء فياض 22 عاماً ووالدتهم كريمة فياض 50 عاماً، إضافة إلى استشهاد أحد أقاربهم وهو محمد خضير فياض 32 عاماً. وأصيب أربعة مواطنين آخرين بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولحقت أضرار مادية جسيمة بالمنزل المستهدف بالقصف، وعدد من المنازل المجاورة. وجاءت الغارة بعدما تسللت قوات إسرائيلية خاصة في منطقة الزنة شمال شرقي عبسان تحت غطاء من طائرات حربية إسرائيلية أطلقت صواريخ وقذائف مدفعية أصابت منزل عائلة فياض والمنطقة المجاورة له في أوقات متفاوتة. وأسفرت هذه الغارات عن إصابة تسعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، ظلوا ينزفون فيما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إليهم في جريمة تُضاف إلى جرائم الحرب الأخرى المتمثلة بقصف الأحياء المدنية وقتل مدنيين. واستشهد اثنان من المصابين التسعة بسبب عدم نقلهما إلى المستشفى، وهما منير برهم 32 عاماً وبرهم أبو لحية 26 عاماً، قبل أن تنسحب قوات الاحتلال من المنطقة بعد ظهر أمس. وفي أعقاب هذه المجزرة، أطلق ناشطون فلسطينيون صاروخاً من طراز"غراد"وصل للمرة الأولى إلى شمال مدينة عسقلان التي تطلق إسرائيل عليها اسم"أشكلون". وتبنت العملية"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"قبل أن تعلن"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة"الجهاد الإسلامي"، و"ألوية الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية"، تبنيهما العملية. وقالتا في بيان انه تم تصويرها بالفيديو. ورداً على إطلاق الصاروخ الذي يندر استخدامه في قصف الأهداف الإسرائيلية المحاذية للقطاع، شنت طائرات حربية إسرائيلية خمس غارات على ثلاثة منازل، وموقعين عسكريين في القطاع. واستهدفت الغارة الأولى منزل شهيد من"سرايا القدس"يدعى كريم الدحدوح، في حي تل الهوا في جنوب مدينة غزة. واخترق الصاروخ الطبقتين الثانية والأولى وصولاً إلى الطبقة الارضية، لكنه لم يؤد إلى وقوع ضحايا، إذ كان المنزل خالياً من سكانه. وبعدها بقليل، شنت طائرات الاحتلال غارة أخرى على منزل القيادي في"سرايا القدس"محمد أبو عبدالله الذي اغتالته قبل أيام قليلة بقصف استهدف سيارته، ما ألحق اضراراً جزئية بمنزله من دون وقوع إصابات. ثم عاد الطيران الحربي وشن غارة جديدة على منزل مؤلف من خمس طبقات في منطقة النصر شرق مدينة رفح جنوب القطاع يملكه إسماعيل جرغون المقيم في دولة الإمارات العربية، ما أدى إلى تدمير أجزاء منه من دون وقوع إصابات. أما الغارة الرابعة، فاستهدفت مجموعة من ناشطي"كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، ما أدى إلى استشهاد أحدهم ويدعى ياسر حلس، وجرح آخرين. واستهدفت الغارة الخامسة مساء أمس موقعاً لوحدة الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة قرب حي تل السلطان في غرب مدينة رفح جنوب القطاع، حيث كانت مستوطنة"عتسمونا"اليهودية. واسفرت الغارة عن مقتل المواطن عطا الله قشطة 35 عاماً المعتقل لدى وحدة الأمن الداخلي منذ أول من أمس. وكان رجال الأمن التابعون لحركة"حماس"اعتقلوا قشطة أول من أمس اثناء عودته عبر معبر رفح البري مع نحو ألفي حاج ضمن مئات من نشطاء حركة"فتح"وعناصر الأجهزة الأمنية السابقة الذين فروا من القطاع إبان الاقتتال الذي سيطرت في أعقابه"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. وقشطة هو واحد من بين تسعة من هؤلاء الفارين المعتقلين. تنديد واسع ونددت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بالجرائم الاسرائيلية، كما نددت حركتا"حماس"و"الجهاد الإسلامي"و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"و"الجبهة الديموقراطية"و"لجان المقاومة الشعبية"ورئاسة المجلس التشريعي بالمجازر الإسرائيلية. وتوعدت الأجنحة العسكرية للفصائل بالرد على هذه الجرائم. ولم يمر وقت طويل حتى أطلق ناشطون من فصائل مختلفة صواريخ وقذائف هاون على أهداف إسرائيلية محاذية للقطاع. وقالت"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية"، و"ألوية الناصر صلاح الدين"إن مجموعات مشتركة من الجناحين العسكريين أطلقت ثلاثة صواريخ على مدينة عسقلان. وأعلنت"كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"أنها أطلقت صاروخين من طراز"صمود"على بلدة سديروت الواقعة على بعد نحو كيلو متر واحد من بلدة بيت حانون شمال القطاع. وأعلنت"سرايا القدس"أنها استهدفت الآليات المتوغلة في عبسان بخمس قذائف هاون، فيما قالت"كتائب القسام"إنها استهدفت هذه الآليات بعشر قذائف هاون. ووصف رئيس المجلس التشريعي بالانابة الدكتور أحمد بحر المجزرة التي راح ضحيتها خمسة أفراد من عائلة فياض بأنها عار على جبين الاحتلال الإسرائيلي. أما الناطق باسم حركة"حماس"سامي أبو زهري فاعتبرها"عاراً على جبين رئيس الحكومة سلام فياض". وندد أبو زهري في بيان بهذه الجريمة، مستنكراً"التنسيق الأمني الفلسطيني - الإسرائيلي".