اجتاح عشرات آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة امس مدن العريش ورفح والشيخ زويد في شبه جزيرة سيناء في ثاني عملية منذ الانسحاب الاسرائيلي في ايلول سبتمبر عام 2005. وتدفق الفلسطينيون من قطاع غزة عبر حاجز حدودي فجره مسلحون لشراء أغذية ووقود غير موجودة في القطاع نتيجة الاغلاق الذي تفرضه اسرائيل. واعلن الرئيس حسني مبارك امس أنه طلب من قوات الامن المصرية السماح لمواطني قطاع غزة بالدخول الى مصر للتزود بحاجاتهم من الغذاء"طالما انهم لا يحملون اسلحة". وقال في تصريحات بعد افتتاحه معرض القاهرة الدولي للكتاب:"عاد عدد كبير من الفلسطينيين من قطاع غزة لأنهم يعانون من الجوع بسبب الحصار الاسرائيلي واصطحبتهم القوات المصرية لشراء الاغذية ثم عادوا الى داخل قطاع غزة". واضاف:"قلت لهم قوات الامن اتركوهم يدخلوا ليأكلوا وليشتروا الاغذية ثم يعودوا الى غزة طالما انهم لا يحملون اسلحة". وردا على سؤال عن امكان ايجاد حل دائم للحصار المفروض على غزة، قال الرئيس المصري:"ان اول تمهيد للحل الدائم هو ان يتوقفوا الفلسطينيون عن النزاعات في ما بينهم لأن استمرار الخلافات بينهم هو عز الطلب لأي عدو وهو يريد ذلك". وتابع:"ان مصر بذلت كل الجهود لحل الخلافات بين الفلسطينيين، لكن اذا تحدثنا مع طرف فلسطيني فإن الطرف الآخر يغضب، واذا طلبنا ان يتفاوضوا معا من دون شروط مسبقة، يغضب البعض منهم، والمشاكل بينهم كثيرة ولا اريد الدخول في التفاصيل". وكان مسلحون فجروا ست عبوات ناسفة ضخمة ليل الثلثاء - الاربعاء ادت الى تدمير نحو 200 متر من الحاجز الحدودي الاسمنتي الذي يرتفع ستة أمتار ويمتد بين قطاع غزة ومصر والذي أقامته اسرائيل عام 2004 قبل عام من سحب قواتها ومستوطنيها من غزة. وسار الفلسطينيون مشيا على الاقدام مئات الامتار في مدينة رفح الفلسطينية قبل ان يجتازوا الشريط الحدودي الذي فجره المسلحون، وصولا الى رفح المصرية حيث ساروا كيلومترات عدة حتى وجدوا سيارات تقلهم الى مدينة شيخ زويد والعريش في"موسم الهجرة الى الجنوب"، كما قال احد الفلسطينيين ل"الحياة"، مستلهما عنوان رواية الطيب صالح"موسم الهجرة الى الشمال". ولم يتدخل أفراد شرطة مكافحة الشغب المصرية الذين أرسلوا لتعزيز الامن عند الحدود، وسمحوا للفلسطينيين بالمرور. وارتفعت اسعار السلع والمواصلات بشكل خيالي في المدن المصرية قليلة الكثافة السكانية نسبيا التي استفاق سكانها على وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أتوا على الاخضر واليابس. ولم يتسن لآلاف الفلسطينيين الوصول الى العريش بسبب وجود حواجز عدة وضعتها السلطات المصرية على بعد كيلومترات من المدينة الساحلية التي يعشقها الفلسطينيون ويحبون اسماكها الطازجة.