سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراجع حدة ازمة الوقود موقتاً بعد سماح إسرائيل بامدادات "جزئية" . تعثر صدور بيان لمجلس الأمن بسبب "صواريخ غزة" والأمم المتحدة وأميركا تؤيدان تسليم عباس المعابر
تراجعت حدة أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة "موقتاً" امس بعد سماح اسرائيل بارسال امدادات "جزئية" للقطاع، وذلك عشية الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الامن امس للبحث في الوضع الانساني المأسوي في قطاع غزة. وبدا امس ان محاولات اصدار بيان في مجلس الامن يطالب اسرائيل بوقف الهجمات وفتح المعابر، تتعثر بسبب خلوه من الاشارة الى الصواريخ التي تُطلق من غزة على اسرائيل. رغم ذلك، استأثرت قضية المعابر بالاهتمام بعد اعلان الرئيس محمود عباس انه طلب من اسرائيل تسليمه ادارتها، وسط"دعم"من واشنطن والامم المتحدة لهذا الطلب، وبوادر لموافقة اسرائيلية، في وقت اعلنت حركة"حماس"انها ستدرس الامر. راجع ص 4 وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن جلسة علنية تلبية لطلب تقدم به رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري، القائم بالأعمال بالنيابة في الوفد السعودي عبداللطيف حسين سلام. وصاغت المجموعة العربية مسودة مشروع قرار وأخرى لمشروع بيان رئاسي بهدف اقناع مجلس الأمن بتبني أحداها، إلا أن عدداً من أعضاء المجلس عارض خلوَ الموقف العربي من أي اشارة إلى قذائف"القسام"التي تُطلق من غزة على إسرائيل. وتوقع ديبلوماسيون أميركيون ألا يصدر أي موقف عن المجلس أمس، او حتى ان يصدر أي موقف على الاطلاق إذا استمر تباعد المواقف. وانطلق الموقف العربي من مطالبة مجلس الأمن لإسرائيل بوقف"هجومها العسكري"و"الوقف التام لجميع أعمال العنف"و"الممارسات والاجراءات غير الشرعية وانتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي"، وطالب بفتح المعابر وتسهيل عبور الصادرات والواردات الإنسانية من غزة وإليها. وفيما ركز الموقف العربي حصراً على التجاوزات الإسرائيلية، قالت الأمانة العامة للأمم المتحدة في احاطة وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو إن"ما مهّد"للتصعيد الذي حدث في غزة هو"الصواريخ وهجمات الهاون اليومية على المدنيين الإسرائيليين من جانب مجموعات متطرفة في غزة، وشن قوات الدفاع الإسرائيلي هجمات عسكرية على غزة، اضافة الى القيود الإسرائيلية على المعابر في غزة بدعوى وقف الصواريخ". وقال باسكو إن الصواريخ"أمر غير مقبول وندينه إدانة قاطعة"، كما عبّر عن القلق من استمرار احتجاز الجندي غلعاد شاليت في غزة، ومن"استمرار حماس في منع وصول الصليب الأحمر الدولي، ما يتنافى مع القانون الإنساني الدولي"، ومن الاتهامات التي تفيد ب"تهريب السلاح"إلى غزة. لكنه طالب إسرائيل"بالاحترام الدقيق للقانون الإنساني الدولي"، وقال:"أعلن هنا بكل حزم ان الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك ما يخص غزة، تترتب عليه واجبات بمقتضى القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة"المعنية بحماية المدنيين في زمن الحرب. وشدد على"موقف الأممالمتحدة الأساسي والمبدئي المعارض للقتل الخارج عن القانون الاغتيالات"، مضيفا أن"على إسرائيل واجبات بألا تتخذ اجراءات مفرطة أو تعرض المدنيين للخطر"، وطالبها ب"التحقيق في الأحداث التي أدت إلى سقوط المدنيين". وأشار باسكو إلى قيام إسرائيل بفتح معبرين لمرور الوقود والمواد الإنسانية التي تحملها المنظمات الدولية"إنما ليس واضحاً إن كانت هذه المعابر ستبقى مفتوحة". وقال إنه في حال عدم وصول البنزين، هناك خوف من"استنزاف"المواد الأساسية لدى البرنامج الغذاء العالمي في غزة. وعبر عن"دعم الأمين العام القوي لخطة للرئيس عباس ورئيس وزرائه سلام فيّاض لاشراف السلطة الفلسطينية على المعابر إلى غزة، خصوصا معبر كارني المنطار"، وقال إن"التنفيذ الباكر لهذه المبادرة يجب أن تكون له الأولوية من أجل المدنيين في غزة". في هذا الصدد، اعلن الرئيس عباس امس انه طلب من اسرائيل تسليمه ادارة المعابر في قطاع غزة، وقال:"ابدينا استعدادنا، وكررنا الاستعداد ان السلطة مستعدة لاستلام المعابر كافة من اجل تسهيل حياة الناس وتنقل الافراد والحالات الانسانية وتنقل البضائع من قطاع غزة واليه". وكانت حكومة فياض تقدمت الشهر الماضي بطلب الى الحكومة الاسرائيلية لنقل ادارة معابر قطاع غزة اليها، لكنها لم تتلق جوابا بالقبول او الرفض. وقال الناطق باسم الحكومة الدكتور رياض المالكي ل"الحياة"ان الجانب الاسرائيلي وجه أخيرا اسئلة فنية للجانب الفلسطيني عن ادارة تلك المعابر"ما يشير الى حدوث حراك في القضية". من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور ان الاجراءات الاسرائيلية في غزة تنتهك القانون الدولي"ولا بد من مساءلة السلطة القائمة بالاحتلال على اقتراف مثل هذه الجرائم". من جانبه، اتهم القائم بأعمال البعثة الاسرائيلية لدى الأممالمتحدة غيلاد كوهن"حماس"باستخدام الفلسطينيين المدنيين"درعاً انسانياً"وهم يشنون الهجمات على المدنيين الاسرائيليين. وخلال الجلسة، طالب معظم أعضاء مجلس الأمن اسرائيل بفتح المعابر وبالتوقف عن الافراط في استخدام القوة العسكرية، حتى ان كانت رداً على هجمات الصواريخ من غزة، كما طالبوها بالكف عن العقاب الجماعي للمدنيين. وفي الوقت نفسه دان معظمهم"حماس"وسماحها باطلاق الصواريخ، ودعا الى التوقف عن اطلاقها على المدنيين في اسرائيل. من جانبه، حمل السفير الأميركي زلماي خليل زاد"حماس"المسؤولية، خصوصا اطلاق الصواريخ"على رغم الانسحاب الاسرائيلي"من غزة. وقال ان"حماس هي، في نهاية المطاف، المسؤولة عن الوضع السائد"الذي وصفه بأنه وضع"صعب لأهالي غزة". واضاف:"لو كانت حماس مهتمة"بالفلسطينيين ومستقبلهم"لوضعت حداً"للصواريخ على اسرائيل"ولتخلّت عن سيطرتها غير الشرعية"على قطاع غزة ولاعادت زمام السيطرة الى"القيادة الشرعية"المتمثلة بعباس وفياض، معبرا عن"دعمنا"لفكرة ومبادرة اشراف السلطة الفلسطينية على المعابر. ودعا الأسرة الدولية الى تجنب الوقوع في"فخ"ادعاءات"حماس"، معبرا ايضا عن"توقعاتنا"من اسرائيل بأن تتخذ"جميع الخطوات لتجنب الضحايا المدنيين". وأثناء رده على اسئلة الصحافة، أوضح معارضته لمشروع البيان الرئاسي العربي لأنه"غير متوازن"ولا يتطرق الى هجمات الصواريخ على اسرائيل. وفي بيان باسم المجموعة العربية ألقاه القائم بالأعمال في وفد المملكة العربية السعودية، قال عبداللطيف حسين سلام إن الدول العربية تدعو مجلس الامن إلى"القيام بمسؤولياته القانونية والإنسانية والسياسية لوقف العدوان". وأضاف:"نطالب باجراء تحقيق دولي ضد الجرائم الإسرائيلية العدوانية التي يشهدها قطاع غزة لوضع حد لتلك الجرائم الخارجة عن احترام الشرعية الدولية والقوانين الإنسانية والدولية". وزاد:"كما نطالب بتحرك سريع للجنة الرباعية للقيام بمسؤولياتها تجاه ما يحدث في غزة". وفي غزة، تراجعت حدة أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي جزئياً ظهر امس مع استئناف سلطات الاحتلال الاسرائيلي تزويد القطاع بكميات من الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع، وكميات أخرى من السولار والغاز الطبيعي، باستثناء البنزين الذي ترفض توريده حتى الآن لإرغام الفلسطينيين على السير على الأقدام وعدم ركوب سياراتهم، الأمر الذي رفضه اتحاد محطات الوقود في القطاع، في وقت اعتبرت الحكومة المقالة ان الأزمة لا تزال قائمة وان الكميات التي سمحت اسرائيل بتوريدها"غير كافية"، مشددة على"ضرورة كسر الحصار المفروض على القطاع بكل أشكاله". وشهد معبر رفح الحدودي أمس مواجهات بين فلسطينيين وقوات مكافحة الشغب المصرية بعدما حاول العشرات منهم اقتحام المعبر، ما أدى إلى اصابة خمسة بالرصاص وجرح شرطي مصري. وانتقدت القاهرة ضمنا"حماس"، وقالت في بيان انها"تربأ بأخوانها الفلسطينيين ان يسيئوا التصرف او الحساب بمحاولة ... الضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية"، مذكرة بأنها"بذلت على مدار اليومين الماضيين قصارى جهدهم لانقاذ اشقائها الفلسطينيين من الوضع الانساني المأسوي الذي يتعرضون له".