كابول - أ ف ب، رويترز – أعلن الأميرال الأميركي غريغوري سميث أمس، ان قائد قوات التحالف الدولي والحلف الأطلسي في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، سيأمر خلال أيام بمراجعة العمليات التي يساندها سلاح الجو، ويمكن أن تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين. وقال: «لن نطالب قواتنا بأن تنسحب وتتراجع, خصوصاً إذا كانت في خطر، لكننا نستطيع مثلاً اتخاذ قرار بعدم مهاجمة مسلحين في مبنى لا نعلم من يتواجد في داخله». وأوضح انه إذا لم يواجه الجنود خطراً داهماً فهم يستطيعون اتخاذ قرار وقف الهجوم واستدعاء طائرات استطلاع الى المنطقة، أو نشر مزيد من القوات على الأرض، أو حتى العمل مع سكان القرى ضد الأهداف المحددة. وأكد أن تركيز القوات الأجنبية لن ينحصر في قتل الأعداء, بل سيمتد الى حماية الشعب، «ما يعني أن هذه القوات يجب أن تجد أساليب لتنفيذ عملياتها من دون تهديد السكان». وكان الجنرال ماكريستال صرح الاثنين الماضي بأن «المسلحين يستخدمون السكان دروعاً بشرية»، متهماً «طالبان» بتعمد جذب نيران الجيش للحصول على دعاية إعلامية كافية. وأكد رغبته في زيادة القدرة على مراقبة أرض المعركة باستخدام أنواع مختلفة من طائرات الاستطلاع لمعرفة احتمال استدراج القوات الأميركية الى مواقف مماثلة، وقال: «هكذا لن نتعرض لخداع عبر الرد بقوة نيران كثيفة وإيذاء الناس الذين نحاول حمايتهم فعلياً». وبلغ القلق في شأن تزايد عدد الضحايا المدنيين ذروته في أيار (مايو) الماضي، حين زعمت كابول مقتل 140 مدنياً معظمهم من الأطفال في قصف نفذه سلاح الجو الأميركي لمجمعات ضمت متمردين ل «طالبان» في ولاية فرح (غرب). وفيما اعتبر هذا الحادث الأسوأ على صعيد عدد القتلى المدنيين منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001، أصر الجيش الأميركي على أن عدد القتلى فيه اقل، على رغم اعترافه بارتكاب أخطاء. ويحذر نقاد من أن إلحاق الضرر بالمدنيين يهدد الجهود الدولية في أفغانستان، ويمكن أن يصبح أداة تجنيد في يد المتمردين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ماكريستال قوله إن «القوة الجوية يمكن أن تحمل بذور تدميرنا وهزيمتنا، إذا لم نستخدمها في شكل مسؤول». في غضون ذلك، قتلت قوات أفغانية بالتعاون مع جنود الحلف الأطلسي 23 من متمردي «طالبان» في هجوم شنوه على معقلهم في بلدة شينارتو القريبة من تيرين كوت عاصمة ولاية أروزجان (جنوب). وأوضح الجنرال شير محمد زازاي ان قائداً في «طالبان» يدعى الملا إسماعيل انضم الى لائحة القتلى، علماً ان الهجوم اندرج ضمن عملية اطلقت أخيراً لتأمين حماية الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (أغسطس) المقبل.