بدأت وحدات خاصة للإنقاذ والانتشال تابعة للجيش والشرطة الإسرائيليين، عمليات بحث مكثفة في الضفة الغربية، تستهدف الآبار والكهوف في الخليل، على أمل العثور على المخطوفين الثلاثة. وقال مسؤول إسرائيلي إن "الجيش قرر البحث مباشرة، على الرغم من عدم حصوله على معلومات استخباراتية محددة. وستنفذ عمليات البحث في أي فتحة أو خزان أو بركة أو حفرة أو أي مكان يجدونه أمامهم من دون تحديد أولويات أو اعتبار مناطق مهمة و أخرى غير مهمة". ولكن اسرائيل قلقة من أن تؤدي عمليات بحث كهذه الى إرهاق الجنود، الذين سينفذون عمليات البحث في مساحات واسعة من دون تزويدهم بأية معلومات حول مكان الخاطفين أو الإسرائيليين الثلاثة. ومع مرور أكثر من أسبوع على اختفاء الثلاثة، من دون العثور على اي اثر لهم، توقع المسؤول الإسرائيلي ان يصدر الجهاز الأمني قرارات عدة حول العملية العسكرية، قبيل شهر رمضان، تزامنا مع تكثيف عمليات البحث قبل حلول هذا الشهر. وتثير عملية الخطف نقاشا إسرائيليا حاداً يتهم خلالها البعض أجهزة الاستخبارات بالفشل. ويتساؤل الخبير العسكري امير ارون كيف لم يفهم جهاز "الشاباك" في منطقة الخليل خصوصاً، ان عملية اختطاف مثل هذه ستحدث، بعد ان وجه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل تلميحا واضحاً بهذا الشأن، في رده على رسالة الأسير حسن سلامة نشرت بعد تراجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن إطلاق سراح المجموعة الرابعة من الأسرى وفق الاتفاق مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأضاف ارون أنه إذا كان الشاباك فهم التلميح الفلسطيني فلماذا لم يستعد كما يجب، وهل تأخر الجيش الإسرائيلي بعد إلغاء إطلاق سراح الأسرى وتعاظم تهديد الخطف في تعديل تقييماته التي تقول إن عمليات من هذا النوع محتملة أكثر على الحدود اللبنانية وقطاع غزة وليس في الضفة؟ وتابع أن هذا الخطأ كلف المنظومة الإسرائيلية كلها فقدان مكانتها وقدرتها على الردع، وكشفت عجز "الشاباك" امام الفلسطينيين. ورأى اورن ان لجنة تحقيق حقيقية في قضية الاختطاف هذه لن تشكّل، لأنه سيكون عليها بدء عملها بتقصي جذور الفشل السياسي. "فما حدث في نقطة التقاء الخاطفين بالمخطوفين وخلال الأسبوع العاقر منذ وقوع العملية لا يعتبر فشلا للشرطة والشاباك والجيش فحسب، وعندما يتعرض الفريق الى الهزيمة يكون المدرب هو المسؤول الأول عن الفشل. وأضاف ان حادثة خطف الشبان يعتبر كارثة أمنية، تبرزها الطبقات الكثيفة من عبارات نتنياهو ووزرائه والعسكريين، بدل التستر عليها، معتبراً أن إسرائيل خسرت اللعبة منذ صعود الشبان الى سيارة الخاطفين.