كلف الرئيس اليوناني كارولوس بابولاس رئيس الوزراء المحافظ المنتهية ولايته كوستاس كرمنليس تشكيل حكومة جديدة، اثر فوزه في الانتخابات الاشتراعية التي أجريت اول من أمس، ولم يحصل فيها سوى على غالبية ضعيفة. ويقضي الدستور اليوناني بمنح كرمنليس ثلاثة ايام لتشكيل فريق عمله الجديد والذي كان اعلن انه سيضم"وجوهاً جديدة"وسيكون مصغراً. وأعلن كرمنليس في اختتام هذا اللقاء"لدينا ملء الثقة بمسؤوليتنا, سنمضي قدماً وبتصميم وسنعمل على تقدم البلاد". وزارت رئيسة البرلمان المنتهية ولايتها آنا بسارودا - بيناكي بابولاس لإبلاغه بالتوزيع الرسمي الجديد لمقاعد البرلمان الذي يضم 300 نائب. ويواجه المحافظون في حزب"الديموقراطية الجديدة"مهمة معالجة الاصلاحات الصعبة المطلوبة للحاق بدول منطقة اليورو. وتعهد كرامنليس الذي اشادت به بروكسيل على خلفية سجله الاقتصادي، بمواصلة الاصلاحات. وشهد المحافظون انخفاض غالبيتهم من 165 مقعداً عام 2004 الى 152 مقعداً في البرلمان المؤلف من 300 مقعد. وزعيم حزب الديموقراطية الجديدة يعتبر"شخصية تخرج عن المألوف بعض الشيء في المشهد السياسي اليوناني"الذي يتميز بالصراعات الايديولوجية المحتدمة، على ما لفت احد الدبلوماسيين الاوروبيين. وبدا حتى الآن شحيحاً في الغالب في اتخاذ مواقف علنية، لا سيما ازاء الملفات الوطنية الكبرى، مع ما يعرضه ذلك من اتهام بالاستخفاف في ادارة شؤون البلاد، مفضلاً وضع اعضاء حكومته في الواجهة. ومنذ العام 2004 تشير استطلاعات الرأي الى تقدمه المستمر على منافسه الاشتراكي زعيم حزب باسوك جورج باباندريو حتى وان سجلت شعبيته تراجعاً طفيفاً في الاشهر الاخيرة اثر فضائح سياسية مالية لطخت حكومته ثم اتت الحرائق لتزيد الطين بلة. وارتأى وهو متأكد من هذا التقدم، الدعوة الى انتخابات مبكرة في 16 ايلول سبتمبر بدلاً من آذار مارس 2008، بداعي ضرورة القيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية مهمة. واليوم، يواجه المحافظون الحاجة إلى مراجعة شاملة لنظام التقاعد المتداعي، الذي يتوقع أن ينهار خلال 15 سنة، بسبب ارتفاع عدد كبار السن بين السكان. وقال كرامنليس انه عازم على مواصلة الاصلاحات وسط تحيات من آلاف المؤيدين الذين احتفلوا في شوارع اثينا حتى الساعات الاولى من صباح أمس، وهم يلوحون بالاعلام ويطلقون الابواق والالعاب النارية. وتابع:"منحتمونا تفويضاً ببداية جديدة وحاسمة للمواصلة في شكل اسرع وبمزيد من التصميم". ومع فرز ما يقرب من 99 في المئة من الاصوات، فاز حزب كرامنليس بنسبة 41.8 في المئة من الاصوات و152 مقعداً فقط مقارنة ب 165 مقعداً في انتخابات 2004 عندما انهى نصره الساحق 11 سنة من حكم الاشتراكيين. كما فشلت وزيرة التعليم في وزارة كرامنليس ماريتا جياناكو، التي قادت اصلاحات اثارت احتجاجات مدة اشهر، في الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان. وتراجع زعيم حزب الحركة الاشتراكية المعارض جورج باباندريو عن موقعه لمصلحة احزاب اصغر مع فشله في الاستفادة من مشكلات الحكومة. ويواجه حالياً انقساماً داخلياً، بعد اسوأ أداء لحزبه منذ العام 1977. ولم يستبعد ايفانغلوس فينزيلوس، احد الاعضاء البارزين في الحزب، منافسة باباندريو على زعامة الحزب. وقال بعد وصول اولى النتائج:"اعلن انني حاضر". وحل حزب الحركة الاشتراكية في المركز الثاني بحصوله على ما يزيد بقليل على 38 في المئة من الاصوات، بما يؤمن له 102 مقعد في البرلمان مقارنة ب117 مقعداً العام 2004. وحصل حزب التجمع الشعبي الارثوذكسي"لاأو اس" اليميني المتطرف، على 3.8 في المئة من الاصوات، ما ضمن له عشرة مقاعد. وهي المرة الاولى التي يدخل فيها حزب يميني متطرف البرلمان منذ انتهاء ديكتاتورية استمرت سبع سنوات في اليونان في العام 1974. وقال زعيم الحزب جورج كارتزافيريس لمؤيديه:"في كل شيء جيد يفعله كرامنليس للمواطنين ولليونان، سنقف إلى جانبه، وفي كل امر مشكوك فيه، سنقف ضده".