أكد الاتحاد الأوروبي ان أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة ضاعفت الأخطار في الأسواق الدولية وقد تؤثر سلباً، خصوصاً إذا طالت، على توقعات النمو في السوق الأوروبية التي تشير الى تراجع نسبي في السنة الجارية. وتوقعت المفوضية الأوروبية أن تصل معدلات النمو الى 2,5 في المئة في منطقة اليورو، و 2,8 في المئة في بلدان الاتحاد ككل وذلك بتراجع بسيط نسبته 0,1 في المئة مقارنة مع توقعات الربيع الماضي. وقال مسؤول الشؤون الاقتصادية والنقدية في المفوضية يواكيم المونيا ان"الاضطراب الذي تشهده الأسواق في الفترة الأخيرة يزيد الأخطار التي تهدد وتيرة النمو الاقتصادي". وحذر من عواقب استمرار الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال منذ تفجر أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة، على الاقتصاد الأوروبي الذي يتأثر حتما بتقلص أداء الاقتصاد الأميركي. وأضاف ان اضطراب الأسواق"يزيد أسعار الفائدة ويؤثر في سلوك المستهلكين والمستثمرين". وتقدر المفوضية، من ناحية أخرى، زيادة معدلات التضخم الى 2,2 في المئة جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية. ويقدر ان يصل معدل سعر نفط"برنت"إلى 68 دولاراً للبرميل هذه السنة أي بزيادة 1,75 دولار عن التوقعات الاقتصادية في الربيع. لكن أوساط الاقتصاد والمال في بروكسيل لا تفقد تفاؤلها"لأن المؤشرات الأساسية للاقتصاد صلبة في الاتحاد ككل وتقتضي أيضاً من حكومات الدول الأعضاء مواصلة الضغط على الانفاق والمديونية العامة". ويستند النمو الاقتصادي في السوق الأوروبية ككل الى تقدم الناتج المحلي الخام في البلدان الأوروبية الكبرى السبعة، فرنسا وبريطانيا واسبانيا وايطاليا والمانيا وهولندا وبولندا، والتي تمثل 80 في المئة من الناتج الداخلي الخام للاتحاد الأوروبي. وأوضح المونيا ان النمو في السوق الأوروبية يعتمد بخاصة على الاستهلاك الفردي الداخلي ما يحصن اقتصادات الاتحاد ضد الأزمات في السوق العالمية. كما سجلت البطالة أدنى مستوياتها منذ عشرين عاماً. وستتراوح معدلات النمو بين 1,9 في المئة بالنسبة لفرنسا و6,1 في المئة بالنسبة لبولندا. وعلى الصعيد الدولي، تمثل أزمة الرهن العقاري العنصر الوحيد الذي يؤثر في أداء الاقتصادات الأوروبية. وقال المونيا ان الاقتصاد العالمي"سيصمد أمام أزمة اضطراب أسواق المال إذا لم تَطل. بل ان التوقعات تشير الى زيادة النمو في 2007 بفعل النمو السريع الذي تشهده الاقتصادات الناشئة، خصوصاً الصين". إلا أن النمو قد يشهد بعض التراجع في 2008 متأثراً بأزمة أسواق المال.