اطلقت موسكو صاروخاً عابراً للقارات من غواصة ذرية في اطار خطة للتدريب القتالي في الوحدات البحرية الاستراتيجية. وتدخل تجربة الاطلاق ضمن تحرك واسع للقوات الروسية يهدف الى رفع وتيرة الاستعداد القتالي واختبار أسلحة متطورة ادخلتها موسكو الخدمة الميدانية. واعلنت القيادة العسكرية البحرية ان الغواصة الذرية الاستراتيجية"بيتروبافلوفسك كامتشاتكسي"نفذت عملية اطلاق ناجحة لصاروخ عابر للقارات من منطقة المحيط الهادي إلى منطقة"تشيجا"في شمال روسيا. وقال مساعد قائد القوات البحرية الروسية العقيد البحري إيغور ديغالو إن عملية الإطلاق جرت طبقا لخطة التدريب القتالي لأسطول المحيط الهادي الروسي. وكانت موسكو بدأت اخيراً سلسلة تدريبات على أسلحة استراتيجية هدفت بحسب المسؤولين الروس الى رفع وتيرة الاستعداد وضمان جاهزية القوات الاستراتيجية لمواجهة المخاطر المحتملة، لكن محللين عسكريين اعتبروا التحركات العسكرية الروسية جزءاً من"استعراض عضلات"للقدرات الروسية في ظروف تزايدت فيها حدة السجال مع الولاياتالمتحدة خصوصا بسبب نية اميركية في نشر درع صاروخية في اوروبا قرب الحدود الروسية. وكان مسؤولون عسكريون روس لفتوا الى أن الدرع الاميركية"لا يمكنها مواجهة الصواريخ الروسية ولدى موسكو اسلحة بالغة التطور وقادرة على اختراق أي تحصينات أو دفاعات". وجاءت التجربة الصاروخية الأخيرة بعد ايام قليلة على اعلان المؤسسة العسكرية الروسية عن ادخال الأنظمة الصاروخية المتطورة من طراز"اس 400"في الخدمة الميدانية. وأفاد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي أثناء اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اخيراً أن عشرين كتيبة في القوات المسلحة الروسية سوف تكمل مع حلول العام 2015 التسلح بالانظمة البالغة التطور. واللافت ان أول كتيبة مزودة بهذا النظام الصاروخي بدأت أداء مهماتها في ضواحي موسكو، ضمن عمليات تعزيز شبكة الدرع الصاروخية التي تحمي العاصمة الروسية. وبحسب معطيات القيادة العامة لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية فإن هذه القوات ستجري حتى حلول الخريف المقبل أكثر من 100 فعالية تدريب مختلفة. وستشمل بعض تلك الفعاليات تدريب أفراد إحدى الكتائب على قيادة منظومة صواريخ"توبول - أم"التي يرى عسكريون روس انها ستكون الركن الأساس في مواجهة الدرع الاميركية. وأفادت مصادر عسكرية ان خطط تعزيز جاهزية القوات الاستراتيجية لا تقتصر على سلاح الصواريخ، اذ كان العقيد الكسندر دروبيشيفسكي الناطق باسم القوات الجوية الروسية أعلن في وقت سابق أن القاذفات الاستراتيجية نفذت قبل أيام 15 تحليقا في سماء المحيطين الأطلسي والهادي في مناطق خطوط العرض الشمالية. وأوضح أن"تدريبات الطيران البعيد المدى ترافقت مع اجراء عدد من التحليقات وإطلاق صواريخ مجنحة وقصف بالقنابل".