أعرب منسق الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط مايكل وليامز امس عن تفاؤل حذر في شأن احتمالات السلام في المنطقة بسبب استمرار المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية والتدخل الدولي، وقال ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيستضيف في 23 ايلول سبتمبر في نيويورك اجتماعاً للجنة الرباعية، كما سيستقبل واعضاء آخرين في الرباعية مساء اليوم نفسه مندوبي الجامعة العربية الاعضاء في لجنة المتابعة العربية على مأدبة"إفطار"رمضاني. وأوضح ان هذين الاجتماعين"سيشكلان مناسبة مهمة للبحث في الجهود الثنائية المبذولة، وللتحضير للمؤتمر الدولي". من جهته، حذر الرئيس محمود عباس امس في عمان من فشل المؤتمر الدولي للسلام ما لم يتم التحضير له جيداً. ويأتي تحذير عباس في ظل تقديرات فلسطينية واسرائيلية بأن المفاوضات التي تجري بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بهدف بلورة"وثيقة مبادئ"تشكل أساساً لأعمال المؤتمر، لن تؤدي الى انطلاقة حقيقية في اتجاه حل الصراع، بل انها تقتصر حتى الآن على"العصف الفكري". ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن عباس قوله عقب لقائه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني:"حتى الآن المؤتمر الدولي غير واضح في ثلاث قضايا: الموعد الرسمي لعقده، ومن سيحضره، ومضمونه"، محذراً من انه"اذا ذهبنا الى المؤتمر من دون وضوح لحل ما، ومن دون إعلان مبادئ ضمن إطار عمل، لا أعتقد انه سيكون مفيداً". أما على الجانب الاسرائيلي، فإن لقاء عباس - اولمرت لم يستأثر باهتمام الاسرائيليين ووسائل إعلامهم، حتى ان وزير الشؤون الاستراتيجية المتطرف أفيغدور ليبرمان وصفه ب"دورة جامعية نظرية في العلاقات العامة"، مضيفا لصحيفة"هآرتس":"من المستحيل ايجاد تسوية سياسية بصورة مصطنعة... من دون أمن عندنا واقتصاد عندهم لن يكون للمفاوضات الحالية أي مغزى". وفيما تكتم الجانب الفلسطيني عن تفاصيل لقاء عباس - اولمرت، كتبت صحيفة"معاريف"ان الرجلين اتفقا على توثيق التعاون الأمني في مكافحة تهريب الاسلحة عبر الانفاق، في حين نقلت صحيفة"هآرتس"عن أوساط قريبة من اولمرت قولها ان إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق على إقامة دولة فلسطينية وفقاً ل"خريطة الطريق"الدولية، ووعدت بدرس طلب الفلسطينيين الإفراج عن عدد آخر من أسراهم،"كما تم إرجاء تطبيق خطة نقل المسؤولية عن مدن فلسطينية محتلة إلى السلطة". وتابعت ان عباس طلب تطبيق خطة المبعوث الأمني الأميركي الجنرال كيث دايتون المتعلقة أساساً بتدريب عناصر الأجهزة الأمنية الموالية لعباس لتمكينها من الانتشار في أنحاء الضفة. وفي نيويورك، قال وليامز في إحاطة الى مجلس الأمن أمس عقب زيارته للمنطقة:"عدت ومعي تفاؤل حذر، لكنني واع بكثير من التحديات التي تنتظر". وتابع ان"حواراً جوهرياً"يتطور بين عباس وأولمرت، مضيفا ان جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة الفلسطينية الجديدة"خلقت توقعات متنامية". وقال ان كلا من عباس ورئيس الوزراء سلام فياض"اكدا لي انهما ما زالا ملتزمين إعادة غزة الى السلطة الشرعية". وتابع ان"حماس تستمر في الدعوة الى الحوار، لكن في غياب خطوات تشير الى موافقتها على طرد اسماعيل هنية كرئيس وزراء، والعدول عن اجراءات اتخذتها في الاشهر الماضية، فإن احراز التقدم يبقى في غير المتناول". واضاف:"فيما تمكنت حماس من احلال بعض النظام في شوارع غزة، فإن اجراءاتها تقع خارج إطار حكم القانون ومؤسسات السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يثير القلق بخصوص احترام حقوق الانسان ومستقبل التطورات في القطاع". ودعا اسرائيل الى انهاء التوغلات وإعادة فتح معبر"كارني"بأسرع ما يمكن، وقال ان سياسة الأممالمتحدة لها ثلاثة اسس:"اولاً، عدم جواز المعاقبة الجماعية لشعب غزة. وثانياً، ان تدهور النسيج الاجتماعي - الاقتصادي لغزة سيزيد من اشكالية القطاع وسيزود التطرف بالوقود. وثالثاً، ان جميع الخطوات يجب ان تتماشى مع هدف إعادة توحيد الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت السلطة الفلسطينية. وأنا أدعو الى تعاون جميع الأطراف من أجل إعادة فتح كارني".