أثبتت دراسة أشرفت عليها جامعة كوبنهاغن، أن نوعاً من البكتيريا تحدى الظروف القاسية، واستطاع العيش قبل نصف مليون سنة تحت الطبقات الكثيفة للقطب الجنوبي. وحفزت هذه الدراسة العلماء على التفكير بأن بكتيريا مماثلة ربما استطاعت العيش أيضاً تحت الثلوج المتواجدة في قطبي المريخ. ولأن هذه البكتيريا عمّرت زمناً مديداً، فيعتقد العلماء أيضاً بأنها تفيد في الدراسات عن الشيخوخة عند البشر. وقال إيسكي ويليرسليف الباحث في جامعة كوبنهاغن والمشرف على الدراسة، إن هذه البكتيريا تعطي أيضاً أقدم حمض نووي وراثي"دي أن آيه"يجرى التثبت منه في شكل مستقل حتى الآن. وأوضح أن تلك الكائنات المجهرية الحية يمكنها أن تقدم قرائن لفهم أفضل للشيخوخة عند البشر. وبيّن ويليرسليف أن"عندما تتمكن كائنات حيّة من العيش نصف مليون سنة على الأرض، فهذا يرجح في شكل كبير أنها قد تستمر على قيد الحياة لفترة زمنية طويلة جداً". وفي مقارنة لافتة، أعرب عن اعتقاده بأن هذه الدراسة تقترح أيضاً أن"أسفل الطبقة الجليدية في قطبي المريخ قد تكون مكاناً مناسباً جداً للبحث عن الحياة في ذلك الكوكب". واختبر الفريق الدولي الذي ضم باحثين من الولاياتالمتحدةوكندا وروسيا والسويد، ميكروبات تعيش على عمق 10 أمتار أسفل طبقة جليدية جمعت من"يوكون"شمال كندا وسيبيريا والقارة القطبية الجنوبية. والمعلوم أن موت الخلايا يؤدي إلى تفكك الحمض النووي الوراثي، لكن العينات التي درسها الباحثون كانت جميعها في حال جيدة. ونشرت نتائج هذه الدراسة في"دورية وقائع أكاديمية العلوم". وصرح ويليرسليف لوسائل الإعلام بأن"هذه الخلايا هي خلايا نشطة ترمم الحمض النووي للتعامل مع التدهور المستمر في مكوّناتها الصغيرة. فهل يمكن أن يحدث الشيء نفسه مع الإنسان؟". ولا يعرف العلماء حتى الآن الآلية التي تؤدي إلى هذا الترميم المستمر، لكن ويليرسليف قال إن الخلايا تعيش على تناول مواد مغذية مثل النيتروجين والفوسفات المتوافرين في أسفل الطبقة الجليدية.