اعلن نائب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ محمد الصباح أمس قبول استقالة وزيرة الصحة معصومة المبارك، التي قدمتها مساء الجمعة، وانه جرى تكليف وزير الاعلام عبدالله المحيلبي القيام بأعمال وزير الصحة. واستقالت المبارك، وهي أول وزيرة كويتية والثالثة التي تستقيل من الحكومة الحالية، تحت ضغط انتقادات حادة لأوضاع المستشفيات بعد الحريق الذي شب في مستشفى"الجهراء"الخميس وأدى الى وفاة مريضين واصابة العشرات والكشف عن اهمال كبير في متطلبات الامن والسلامة فيه، ما حمل النائبين وليد الطبطبائي وفيصل المسلم الى تقديم طلب استجواب الوزيرة. وعلمت"الحياة"ان استقالة الوزيرة حُسمت خلال اتصال بين قطب برلماني ومسؤول حكومي كبير ليل الجمعة طلب فيه القطب إقالة الوزيرة لتلافي مزيد من التوتر بين مجلس الأمة البرلمان والحكومة، وان الوزيرة التي كانت راغبة في مواجهة المساءلة السياسية حول حريق الجهراء جرى اقناعها بأن هذه معركة خاسرة. واثارت المبارك مزيداً من السخط البرلماني عليها عندما اتهمت، في نص كتاب استقالتها، نواباً باستغلال حريق المستشفى لتصفية حسابات شخصية ضدها. وقالت انها ستستقيل"حتى لا تحترق الكويت". ورد الطبطبائي في مؤتمر صحافي عقده مع المسلم قائلاً"لم نستغل حادث الحريق لتقديم الاستجواب بل كان الحادث هو القشة التي قصمت ظهر البعير". ورفض المسلم الأسباب التي أوردتها الوزيرة في كتاب استقالتها وقال ان تقديم الاستجواب كان"نتيجة لكتاب الاستقالة"وهو قدم"لعدم التزام الوزيرة الدستور واللوائح والقوانين وعدم مقدرتها على معالجة ما جاء في استجواب وزير الصحة السابق الشيخ احمد العبدالله الصباح". وكان الشيخ احمد العبدالله اضطر الى الاستقالة مطلع السنة الجارية بعد تعرضه لاحتمال سحب الثقة منه في البرلمان. وقدم النائبان الطبطبائي والمسلم الاستجواب قبل ساعات فقط من اعلان قبول الاستقالة الذي بات معه الاستجواب ملغياً، لكن الطبطبائي قال انه"كان مهماً تقديم الاستجواب حتى لا يمر حادث المستشفى من دون حساب وان يستوعب أي وزير للصحة ان البرلمان لن يغفل عن متابعة القضية الصحية". ويترك خروج الوزيرة المبارك من الحكومة 3 مقاعد وزارية فارغة مع استقالة وزيرين في وقت سابق من السنة وعدم تعيين وزراء جدد، ما يرجح احتمال اجراء رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد تعديلاً وزارياً قريباً.