رأى المستشار الاقتصادي للمؤسسة المالية "شعاع كابيتال" أحمد مفيد السامرائي ان لا ارتباط فعلياً بين أسواق المال العربية والأسواق العالمية. فهذا الارتباط"يعتمد على مقدار التداخل بينها من حيث حجم الاستثمارات المباشرة المستثمرة في الأسواق العالمية المتراجعة ومدى ارتباط هذه الاستثمارات بأدوات متداولة في الأسواق العربية والتي تعتبر ضعيفة جداً". وتوقع في تقريره الأسبوعي أمس ان تستمر بعض الشركات الخليجية في عمليات تملك إضافية لشركات عالمية قد تكون تضررت بعض الشيء من أزمة أسواق الائتمان،"لكن يجب الأخذ في الاعتبار ان هذه التملكات والتحالفات هي قرارات استراتيجية طويلة الأمد متعلقة بتطوير القدرات التشغيلية وتأهيل الكفاءات التي تحتاج إلى وقت لتظهر نتائجها على أداء هذه المؤسسات الخليجية". وأكد السامرائي ان أسواق المنطقة"تعاني تراجعاً متدرجاً منذ اكثر من سنة من دون ان تتأثر بالأسواق العالمية. ولنفترض جدلاً ان ثمة ترابطاً بين ما يجري في أسواق المنطقة والأسواق العالمية فمن الأفضل للمستثمرين المحليين في الأسواق العالمية التخلي عن استثماراتهم عند بداية الارتفاع وليس عند بداية الانخفاض... علماً ان أي خروج من الاستثمارات الخارجية لا بد ان ينعكس بصورة إيجابية على أسواقنا المحلية في شكل سيولة من الممكن ان تنقذ أسواقنا مما هي عليه في الوقت الحاضر". وعزا المستويات المتدنية التي تعانيها الأسواق العربية منذ أكثر من سنة إلى تأثرها بعوامل متشابهة من حيث التأثير ومختلفة من حيث الحجم والتوقيت. لكنها في المحصلة النهائية تنعكس بصورة سلبية على الأداء المتراكم للأسواق، وبخاصة السيولة التي تعتبر الدافع الأساسي لتضخيم العرض والطلب والتي أدت خلال الفترات السابقة إلى رفع الأسعار إلى مستويات قياسية بدعم من المصارف ومؤسسات التمويل وسياسات الشراء على المكشوف التي كانت تتبعها شركات الوساطة. وكانت النتيجة ان السيولة العالية رفعت الأسعار بصورة سريعة وكبيرة وأدت إلى انخفاضات حادة عند انحسارها نتيجة أحجام المصارف والمؤسسات عن تمويل الأسهم عند بداية الانخفاض، إضافة إلى القيود التي فرضت على الشراء على المكشوف".