أظهر بحث، أجري في ربيع 2007 بين 45 الف شخص في 47 دولة بينها 6 دول عربية، تراجع تأييد المسلمين للهجمات الانتحارية، باستثناء مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، ما يشير الى ان غالبية المسلمين ترفض اساليب المتطرفين. وقارن بحث، أعده مركز"بيو للسلوكيات العالمية"في واشنطن، بين الوضع هذه السنة وبين ما كان عليه العام 2002، استناداً الى استطلاعات رأي أجريت في مختلف انحاء العالم. واظهر تراجع ثقة المسلمين في اسامة بن لادن زعيم تنظيم"القاعدة". لكنه لاحظ ان"غالبية المواطنين في الدول الاسلامية ترى ان الولاياتالمتحدة هي الخطر الأكبر على العالم"كما اشار الى القلق من الاخطار المتمثلة في الصراع بين السنة والشيعة"ليس في العراق وحده بل في لبنانوالكويتوباكستان". وقال المركز في التقرير الذي صدر مع بيانات البحث في 168 صفحة، ان"الانخفاض الملحوظ في قبول التفجير الانتحاري هو واحدة من نتائج عدة مستخلصة تشير الى رفض محتمل أوسع نطاقاً للتكتيكات المتطرفة بين كثيرين في العالم الاسلامي". وشمل البحث مواطنين من مصر والمغرب والاردن والكويتولبنان واراضي السلطة الفلسطينية. وبعد مرور نحو ستة اعوام على الهجمات، التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر العام 2001 أظهر البحث تراجعاً في تأييد الهجمات الانتحارية في سبع من ثماني دول اسلامية مقارنة بالعام 2002، ومع ان البحث أظهر ان المواطنين اصبحوا اكثر سعادة في دول العالم الصناعي، لكنه لاحظ ان التعاسة تزداد في الدول النامية، وحيث لا يشعر المواطنون بأن حكوماتهم تقودهم في الاتجاه الصحيح. وتراجع تأييد الهجمات الانتحارية جذرياً في خمس من ثماني دول، عرفت بأنها مراكز للانتحاريين. وفي لبنان على سبيل المثال، انخفضت نسبة المسلمين الذين يبررون الهجمات الانتحارية من 74 في المئة العام 2002 الى 34 في المئة. لكن 70 في المئة من الفلسطينيين في اراضي السلطة أيدوا هذه الهجمات حتى في حال استهدافها المدنيين. وفي باكستان التي شهدت أيضا تصاعداً في العنف السنة الجارية، انخفض تأييد التفجيرات الانتحارية من 33 في المئة قبل خمسة اعوام الى 9 في المئة. واعطى التقرير نماذج مذهلة أيضاً عن الوضع بين مسلمي بنغلاديش واندونيسيا حيث انخفض التأييد للتفجير الانتحاري كتكتيك دفاعاً عن الاسلام بمقدار النصف على الأقل. وفي البيانات المرفقة بالبحث، وعند السؤال عن مستقبل الاجيال المقبلة ظهر ان المغاربة متفائلون بنسبة 67 في المئة، في مقابل 13 في المئة من المتشائمين. كما ظهر ان 54 في المئة من المصريين متفائلون، في مقابل تشاؤم 43 في المئة. لكن نسبة التشاؤم بين اللبنانيين ارتفعت بنسبة من 18 في المئة الى 35، كما ارتفعت نسبة المتشائمين في الكويت والاراضي الفلسطينية الى 44 في المئة. وعن مدى الرضى من الحياة التي يعيشونها ومن الحكومة، ظهر ان المصريين راضون عن أوضاعهم بنسبة 25 في المئة وعن الحكومة بنسبة 47 في المئة. ولم يُظهر سوى 6 في المئة من اللبنانيين ثقتهم بالدولة والحكومة، في مقابل ثقة بالنفس تصل الى نسبة 28 في المئة. وابدى الكويتيون عدم الرضى بنسبة 52 في المئة من وضع الدولة، في مقابل ثقة بنسبة 46 في المئة في اوضاعهم الاقتصادية. ووجد البحث قلقاً بين المسلمين من"التوتر"القائم بين السنة والشيعة في العراق. وقال ان المسلمين لا يرون ان الامر محصور في العراق فقط. ورأت نسبة 88 في المئة من اللبنانيين و73 في المئة من الكويتيين و67 في المئة من الباكستانيين ان التوتر السني - الشيعي يمثل مشكلة كبرى للعالم الاسلامي. وظهر تباين في آراء المسلمين بكل من حركة"حماس"و"حزب الله"مع ميل الى التأييد في الشرق الاوسط والدول الآسيوية لكن غالبية الاتراك أظهرت سلبية ضدهما.