كشفت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" في عددها الجديد، أن أول هرّ أليف ظهر في الشرق الاوسط قبل 10آلاف سنة وكان صائداً ماهراً للفئران، تقرب من أوائل المزارعين الذين استقروا في هذه المنطقة. واكد الباحثون أن تحاليل أجريت للحمض الريبي النووي لأجناس مختلفة من الهررة، كشفت أن أول هرّ أليف ظهر في منطقة الهلال الخصيب الممتدة راهناً من العراق الى فلسطين مروراً بسورية ولبنان. واوضح ستيفن اوبراين الباحث في المعهد الوطني الاميركي للسرطان وأحد واضعي الدراسة، أن الهرّ البري الذي تحول فيما بعد الى الهر الاليف، ظهر عندما استقر المزارعون الاوائل وبدأوا بتخزين منتوجاتهم من الحبوب، ما اجتذب القوارض، وقد ساعدهم هذا الهرّ الأكثر إلفة بين الحيوانات، على التخلّص منها. و"هذا ما جعل هرّ الشرق الاوسط، يتمتع بميزتين حقيقيتين بالنسبة إلى هؤلاء المزارعين. فهو ساعدهم أولاً على التخلص من آلاف القوارض، وكان مصدر لهو وتسلية"، بحسب اوبراين. واستخدم الباحثون في دراستهم عينات من الحمض الريبي النووي مستخرجة من 979 هراً لتحليل الروابط بين الهر الاليف و5 انواع من الهررة البرية من3 قارات، بينها الهر البري المنتشر في الشرق الاوسط. وفي ضوء هذه التحاليل، استبعد العلماء 4 اجناس من الهررة البرية كأسلاف للهر الاليف، وهي من اوروبا وآسيا الوسطى وجنوب افريقيا والصحراء الصينية. واكتشفوا ان الهر الاليف يختلف جينياً عن الهررة المتفرعة عن هذه الاجناس الاربع، في حين انه ينتمي الى المجموعة الوراثية ذاتها التي تضم هر الشرق الاوسط، ما يوحي بوجود قرابة بينهما. وأكدت دراسة جينية اخرى اعتقاد خبراء الآثار بأن"مهد الحضارات"هو أيضاً الموطن الاصلي لكل أنواع القطط في العالم. وأفادت الدراسة بأن كل القطط الاليفة في العالم، هي من سلالة الفصيلة التي تعيش في شمال افريقيا. وقال كارلوس دريسكول من المعهد الوطني لأبحاث مكافحة السرطان وجامعة أوكسفورد في بريطانيا إنّ"القطط الاليفة في العالم لديها جد أول واحد يعيش في الشرق الادنى. لا يوجد موطن أصلي منفصل للقطط في أوروبا أو جنوب افريقيا أو الصين". وأشارت الدراسة إلى أن بقايا الحيوانات المحنطة التي عثر عليها تُظهر أن القطط كانت تحظى بمكانة رفيعة لدى المصريين، موضحة أنه عُثر على هيكل عظمي في قبرص عام 2004 أظهر أن الناس كانوا يربون القطط الاليفة منذ 9 آلاف سنة.