خفف الفوز الذي حققه المنتخب الاماراتي على نظيره القطري 2-1 في المرحلة الثالثة للمجموعة الاولى من نهائيات كأس آسيا، من غضب الشارع الكروي في الإمارات، لكنه لم ينج الجهاز الفني واللاعبين وحتى اتحاد الكرة من المساءلة، إذ ينتظرهم بعد عودتهم وابل من الأسئلة والاتهامات بعد المستوى المتواضع في أول مباراتين أمام فيتنام صفر-2 واليابان 1-3، وكان الخروج الحزين من الدور الأول، على رغم الهالة التي ذهب بها بطل الخليج للمشاركة في البطولة القارية. واللافت أن الفوز الذي حققه"الأبيض"على نظيره القطري هو الأول منذ 11 عاماً، وكان آخر فوز على الكويت 3-2 يوم 18 كانون الاول ديسمبر في نهائيات عام 1996 التي أقيمت في الإمارات، وذلك في الدور نصف النهائي، علماً أن اللقب ذهب آنذاك إلى السعودية بعد فوزها على الإمارات بركلات الترجيح في المباراة النهائية. ويبدو أن هناك عدداً من الأسباب التي حالت دون ظهور المنتخب الإماراتي بالمستوى المطلوب في البطولة، وهذا بحسب رأي الجهاز الفني الذي يقوده الفرنسي برونو ميتسو، إذ اعتبر الأخير أن الأسباب متعددة، وهي لعبت دوراً سلبياً في عدم تمكن المنتخب الاماراتي من التأهل إلى دور الثمانية. ويمكن تلخيص هذه الأسباب في غياب ستة لاعبين لعبوا دوراً في فوز الإمارات بكأس الخليج، هم: قائد المنتخب المعتزل دولياً محمد عمر، وسبيت خاطر وسالم خميس وعادل عبدالعزيز وصالح عبيد للإصابة، ومحمد راشد سرور لعدم جاهزيته. أما السبب الثاني فهو وصول لاعبي الامارات إلى مرحلة التشبع، بعد موسم كروي طويل شهد مشاركتهم في بطولة الخليج وفوزهم باللقب، إضافة إلى المنافسات الداخلية في الإمارات. والسبب الثالث جوهري، عبر اقتصار فترة الاعداد للمشاركة في البطولة على ثلاثة أسابيع فقط، وهي فترة قصيرة نوعاً ما، في حين أن هناك منتخبات تستعد لأشهر عدة، ولعب المنتخب الإماراتي أربع مباريات اعدادية أمام السعودية والبحرين وكوريا الشمالية وماليزيا. ويعتبر البعض بشكل غير منطقي أن دفع الجهاز الفني ببعض اللاعبين الشباب، وفي مقدمهم احمد دادا ومحمد الشحي وعامر مبارك غانم ويوسف جابر، من أسباب الخروج، علماً أن أحمد دادا كان أفضل لاعب في مباريات الإمارات، ويكفي أنه صنع هدفين لسعيد الكأس. والسبب الخامس هو تراجع مستوى عدد من لاعبي المنتخب الأساسيين، ما أثر سلباً في الأداء، ووضع المدير الفني برونو ميتسو في موقف حرج، خصوصاً أنه كان يعول الكثير على هؤلاء اللاعبين. والسبب السادس الأخير هو أخطاء الحكم اللبناني طلعت نجم في اللقاء الأول أمام فييتنام، ما حرم"الابيض"من ضربة جزاء واضحة لفيصل خليل. لكن الشارع الرياضي الإماراتي لا يعير هذه الأسباب الاهتمام الكبير، وأحد هؤلاء المدرب الاماراتي علي بودنوس الذي قال:"إن اتحاد الكرة الإماراتي أعطى برونو ميتسو أكبر من حجمه، ما جعل الأخير يتصرف كأنه فوق أي اعتبار، من دون حسيب أو رقيب". ويضيف بودنوس:"لقد ضلل الاتحاد الإماراتي الشارع الرياضي حين أعلن أن هدفه المنافسة، في حين كشف المدرب في أكثر من مناسبة أن هدفه التحضير لتصفيات كأس العالم 2010، وأمام هذا الواقع من يصدق الجمهور الاماراتي". أما قائد المنتخب الاماراتي في كأس الخليج الماضية محمد عمر فكان له رأي إذ قال:"لا تظلموا المدرب ميتسو فهو يقوم بعمله بكل جهد، على رغم أن والده يصارع المرض وهو في العناية المركزة، وعلى رغم ذلك لم يفكر ميتسو بترك المنتخب ولو للحظة". ولأن الفوز على المنتخب القطري كان لتحسين الصورة ليس إلا، فإن نجوم منتخب الامارات رفضوا أن يتسلموا مكافأة الفوز، وعللوا ذلك بأنهم يلعبون من أجل رفع راية بلدهم وليس المال، كما أنهم اعتبروا أنفسهم لا يستحقون المكافأة بعد الخروج من الدور الأول وعاهدوا جماهير"الأبيض"على أن يردوا البسمة اليهم في أقرب فرصة.