تغير الوضع في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بعدما سيطرت "حماس" على قطاع غزة. وخلف ما جرى في الأراضي الفلسطينية أثره في عملية السلام بين العرب وإسرائيل. ولكن ماذا ينتظرنا بعد هذه التغيرات؟ ويجيب أكثر من سيناريو عن هذا السؤال. فقد تتخذ إجراءات عسكرية ضد"حماس"بغزة. ولكن من المستبعد أن تقدم إسرائيل على احتلال غزة ثانية. فهي تكتفي بشن غارات جوية أو تسيير دبابات في القطاع. وإسرائيل استهلت بالفعل هذا النوع من الهجمات في أثناء الأيام الأخيرة. وقد تتصل هذه الهجمات لتضعف"حماس"، وتقوض قدراتها على حل المشكلات المطروحة أمامها بصفتها قوة الأمر الواقع. ولا تستطيع حركة"فتح"توسل القوة العسكرية لإنهاء سيطرة. وعلى رغم أن هذا الاحتمال وارد، لن ترسل مصر والأردن قوات إلى قطاع غزة. ولن تكون الإطاحة بالسلطة القائمة بغزة منوطة بالقوات الدولية، في حال كلفت هذه العمل هناك. وعليه، من المستبعد حل المشكلة المستجدة بالأراضي الفلسطينية باللجوء الى القوة العسكرية. وقد تبقى الأمور على منوالها الحالي، فتسيطر حركة"فتح"على الضفة الغربية، وپ"حماس"على غزة. ولكن هل في وسع أهل غزة الصبر، وتحمل المصاعب في حال سارت الأمور في القطاع من سيئ إلى أسوأ جراء توقف المساعدات المالية؟ ولا شك في أن الغزاويين نسبة الى غزة سيتذمرون. ولا يستبعد أن تقدم"حماس"، والحال هذه، عددا من التنازلات إلى محمود عباس. وقد تستأنف"فتح"وإسرائيل مفاوضات السلام على إقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية، على أن يضم قطاع غزة إليها لاحقاً. واللافت أن قمة شرم الشيخ الأخيرة جمعت الرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية. وربما توخى المجتمعون في شرم الشيخ التذكير بأن الضفة الغربية كانت تابعة للإدارة الأردنية قبل 1967، وان قطاع غزة تولته الإدارة المصرية. ولم يكن في وسع المجتمعين بشرم الشيخ ان يبحثوا في إعادة الوضع إلى سابق عهده. ولكن من المحتمل أن يبحث هؤلاء في احتمال ارتباط دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية ارتباطاً كونفيديرالياً بمصر والأردن. وسارع مسؤول خليجي بارز الى زيارة الأردن بعد انعقاد قمة شرم الشيخ. فهذا المسؤول يمثل دولاً لا ترغب في أن تنأى بنفسها عما يرتب. وحريّ بروسيا الموافقة على أي حل يرضي أطراف النزاع كلها. عن يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي السابق، "موسكوفسكي نوفوستي" الروسية، 6/7/2007