انكفأ الاعصار "غونو" عن سلطنة عُمان، متوجها الى ايران، مخلفاً وراءه 24 قتيلاً و26 مفقوداً في السلطنة وثلاثة قتلى في ايران، وبدأت مسقط تحصي خسائرها بعد يومين عصيبين امضتهما في ظل العواصف والامطار والسيول التي ضربتها مع مناطق جبلية وعدد من المقاطعات. وقدرت وزيرة التنمية الاجتماعية شريفة بن خلفان عدد الذين نزحوا عن مساكنهم، بحثاً عن مأوى آمن، بأكثر من 20 الف شخص. راجع ص 4 وحض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جميع المسلمين على "الوقوف مع أشقائهم في سلطنة عمان ودول المنطقة بالدعاء لهم"، وأمر أئمة الحرمين الشريفين وأئمة المساجد والمسلمين في السعودية باللجوء إلى الله في صلواتهم وخلواتهم بالدعاء لإخوانهم في سلطنة عمان ودول الخليج الشقيقة"، مؤكداً أن هذا من أوجب الواجبات على المسلمين في هذه البلاد وفي جميع أنحاء العالم وداعياً الله أن يجنب المسلمين جميعاً كل بلاء ومكروه. وكان الملك عبدالله أجرى اتصالاً هاتفياً أول من أمس مع السلطان قابوس بن سعيد معرباً له عن مساندة المملكة لسلطنة عمان. وقال:"إن المملكة العربية السعودية تضع إمكاناتها وطاقاتها كافة تحت تصرف عمان الشقيقة، واستعدادها لتقديم ما تحتاجه من دعم ومساندة إزاء الأضرار الناجمة عن هذا الإعصار وآثاره، سائلاً الله العلي القدير أن يجنّب سلطنة عمان الشقيقة وسائر بلدان المنطقة كل سوء ومكروه". وأعرب السلطان قابوس عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين، لما أبداه من مشاعر أخوية صادقة تجاه ما تتعرض له السلطنة جراء هذا الإعصار، وما عبّر عنه خادم الحرمين من وقوف بلاده ودعمها ومساندتها لسلطنة عمان، داعياً الله ان يجنب الجميع كل سوء ومكروه. وقد تغير وجه مسقط"العاصمة الأنيقة"، كما تُسمى، على نحو بالغ القسوة وبدت شوارعها محطمة بعدما جرفتها السيول وتساقطت عليها الأشجار وأعمدة الكهرباء، وغطت البحيرات المائية أجزاء كبيرة منها، وكانت الشرطة العُمانية لا تزال جاهدة حتى مساء امس لإنقاذ مواطنين تقطعت بهم السبل في المنطقة التجارية في القرم واضطرت الى استخدام القوارب بين المجمعات التجارية. وتشير توقعات الى أن عدد الضحايا سيرتفع في مختلف مناطق السلطنة، مع تواصل جهود الانقاذ وعلى رغم اغاثة الآلاف من الناس. ولم يتم فتح مطار السيب الدولي بعد وبقيت الحركة مشلولة بانتظار فتح الادارات العامة والمصارف وبورصة مسقط، في وقت تم فتح بعض المرافئ امام الملاحة. وظهر ان الاعصار لم يؤد الى خسائر جسيمة في القطاع النفطي وتبين ان حجم الاضرار في القطاع الزراعي والبنية التحتية سيكون اكثر ايذاء للاقتصاد العُماني الذي سيخسر مئات ملايين الدولارات. وفي الامارات عادت الحياة الطبيعية الى المدن والقرى الواقعة على الساحل الشرقي بعد انحسار الإعصار وأعلنت ادارة ميناء الفجيرة الواقع على خليج عُمان، فتح المجال البحري أمام السفن، وأكد الكابتن موسى مراد المدير العام للميناء ان"الميناء بدأ منذ صباح الخميس استقبال ناقلات النفط". وقال:"ان ميناء الفجيرة لم يتضرر وان أقسامه تعمل بصورة عادية بعدما تم اغلاقه الأربعاء تحسباً من حدوث أضرار فيه". ويُعتبر ميناء الفجيرة أحد أهم الموانئ المتخصصة بتزويد السفن والناقلات والقطع البحرية العسكرية الموجودة في المنطقة باحتياجاتها من الوقود. واعلن في طهران ان حدة الإعصار، الذي ضرب ايران منذ مساء الاربعاء، تراجعت عندما اجتاز المسار الرئيسي لنقل النفط من دون ان يُعرقل الملاحة الدولية في مضيق هرمز وإن كان خفض عدد الناقلات والسفن فيه. وأجلت السلطات الايرانية عشرات آلاف الاشخاص، وشهدت محافظتا هرمزغان وسيستان بلوشستان، على بعد 100 كلم فقط من عُمان، رياحاً قوية لا سيما مرفأ بندر عباس كما اوضحت الاذاعة الايرانية. ونقل التلفزيون عن مسؤول قوله"تم اجلاء حوالي 40 الف شخص الى مناطق داخل البلاد منذ صباح الاربعاء".