انخفضت أسعار النفط الخام في المعاملات الآجلة أمس، لكن مزيج برنت ظل أعلى من 70 دولاراً للبرميل بسبب التخوف من آثار إعصار في بحر العرب يتوقع ان يمر قرب مرافئ للنفط والغاز في أقصى شمال شرق عُمان. لكن يُتوقع ان تضعف قوة العاصفة قبل ان تصل الى المنشآت النفطية. ووضعت عُمان، وهي منتج صغير للنفط، الجيش والشرطة في حال تأهب، لكن يبدو ان السعودية والإمارات بعيدتان عن مسار الإعصار. وقال وكيل ملاحي ان عُمان أغلقت ميناء الفحل مرفأ تصدير النفط الخام بها وذلك بعد ان وصل الإعصار الى سواحلها. وقال الوكيل ان نحو 650 ألف برميل من شحنات النفط الخام العُماني تمر عبر المرفأ يومياً. وفي وقت سابق أغلق مرفأ صور الذي يصدر من خلاله الغاز الطبيعي المسال. وكان اقتراب الإعصار من الساحل أول من أمس سبباً في ارتفاع مزيج برنت أكثر من دولار للبرميل. وفي معاملات سوق"نايمكس"الأميركية ارتفع الخام الأميركي 1.13 دولار ليغلق أول من أمس على 66.21 دولار للبرميل لكنه تراجع قليلاً في المعاملات الإلكترونية أمس. وتترقب الأسواق بيانات المخزون الأميركي التي تصدر اليوم ويتوقع ان تظهر ارتفاع مخزون البنزين 1.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي. وانخفض مزيج برنت أمس ثمانية سنتات الى 70.32 دولار للبرميل بينما تراجع الخام الأميركي الخفيف 22 سنتاً الى 65.99 دولار. وانخفض سعر السولار زيت الغاز 2.50 دولار الى 609.75 دولار للطن. وقال الأمين العام لپ"أوبك"عبد الله البدري أمس انه ينبغي ان ترى المنظمة أدلة على تراجع مستمر في مخزونات النفط في الدول المستهلكة قبل ان تقرر ضخ مزيد من الخام. وقال أمام"قمة رويترز العالمية للطاقة"في لندن، مشيراً إلى اجتماع المنظمة في ايلول سبتمبر:"اذا أقنعتنا الأرقام التي سنحصل عليها من مؤسسات مختلفة هنا وفي الولاياتالمتحدة بأن هناك تراجعاً في المخزون ومن ثم عجزاً في السوق، ستستجيب اوبك بالطبع. لكن ينبغي ان يستمر هذا الاتجاه لفترة معقولة من الوقت قبل ان نتخذ إجراء في صدده". العملات في هذه الأثناء، سجل الدولار الأميركي انخفاضاً عاماً بعد ان قال رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي ان من المتوقع ان ينمو الاقتصاد الأميركي بوتيرة بطيئة في الأشهر المقبلة، وان ضعف قطاع الإسكان سيحد على الأرجح من النمو الاقتصادي لفترة أطول من المتوقع. وارتفع اليورو الاوروبي بنسبة 0.4 في المئة الى 1.3554 دولار عقب التصريحات من نحو 1.3530 دولار قبلها. وانخفضت العملة الأميركية أيضا 0.3 في المئة الى 121.33 ين. وقال برنانكي ان هناك مخاطر ألا يتراجع مستوى التضخم المرتفع في الأسعار في حال استُثنيت المواد الغذائية والطاقة. وقال في ملاحظات معدة لمؤتمر عن السياسة النقدية في كيب تاون في جنوب أفريقيا ووُزعت أمس في واشنطن:"على رغم ان التضخم الأساس سيعتدل تدريجاً على الأرجح بمرور الوقت، فإن المخاطر المحدقة بهذا التوقع تظل قائمة في الاتجاه الصعودي". وأضاف:"ان ضعف قطاع الإسكان سيحد على الأرجح من النمو الاقتصادي لفترة أطول من المتوقع". وانخفض الين الى مستوى قياسي جديد مقابل اليورو الأوروبي والى أدنى مستوى منذ 17 سنة مقابل الدولار النيوزيلندي أمس مع استمرار إحجام المتعاملين عن العملة اليابانية وإقبالهم على العملات ذات العائد الأعلى. ومع تركز الاهتمام على فروق أسعار الفائدة ارتفعت العملة الاوروبية الموحدة الى أعلى مستوى لها منذ أسبوع مقابل الدولار تدعمها توقعات بأن يرفع البنك المركزي الاوروبي أسعار الفائدة الى أربعة في المئة، ما يشير الى اتخاذ مزيد من قرارات تقييد الائتمان في المستقبل. وسيؤدي ذلك الى تضييق فارق العائد مع الدولار الأميركي في الوقت الذي تشير التوقعات الى ان مجلس الاحتياط الفيديرالي سيخفض أسعار الفائدة عن مستواها الحالي 5.25 في المئة على رغم ان بيانات اقتصادية قوية صدرت في الأيام الأخيرة تشير الى ان هذا الخفض ربما يأتي آجلاً لا عاجلاً. وارتفع اليورو بنسبة 0.1 في المئة الى 1.3509 دولار مقترباً من أعلى مستوى منذ أسبوع ومبتعداً عن أدنى مستوياته منذ شهرين تقريبا الذي سجله الأسبوع الماضي عند 1.3391 دولار. وسجلت العملة الموحدة مستوى قياسياً أمام العملة اليابانية للجلسة الثانية على التوالي فارتفعت الى 164.61 ين. واستقر الدولار من دون تغير يذكر على 121.72 ين. وانخفض الين الى أدنى مستوى منذ 15 سنة أمام الجنيه الاسترليني والدولار الاسترالي والى أدنى مستوى منذ 17 سنة مقابل الدولار النيوزيلندي. الأسهم وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس يدعمها انتعاش أسواق الأسهم الآسيوية بفضل شائعات عن بيان من السلطات الصينية لدعم البورصات وذلك بعد ان ارتفعت الأسهم الأميركية الى مستويات قياسية عند الإغلاق أول من أمس. وارتفع مؤشر"يوروفرست 300"الرئيس للأسهم الأوروبية بنسبة 0.13 في المئة الى 1624.36 نقطة بقيادة أسهم شركات إنتاج النفط والغاز مدعومة بارتفاع سعر مزيج برنت الى 70.49 دولار للبرميل. وارتفع مؤشر شنغهاي المجمع 2.63 في المئة في نهاية التعاملات بعدما هبط صباح أمس الى 7.25 في المئة. وهبط المؤشر 21 في المئة منذ الأربعاء الماضي إثر حالة فزع أصابت السوق بعد قرار السلطات زيادة الضريبة على التعاملات في سوق الأسهم لتهدئة ارتفاعها المحموم.