لا يمكن أبداً فصل اسم فرديناند بورشه عن ماركة فولكسفاغن العالمية. ففي عام 1934 طلب الزعيم النازي أدولف هتلر من بورشه وضع مشروع لتصنيع سيارات صغيرة لا تحتاج إلى الماء لتبريدها عند سيرها، فما كان من ذلك النابغة الألماني إلاّ أن قدم تصميماً لثلاث سيارات انتهى من تنفيذها عام 1936، وكانت مجهزة بمحركات تبرّد بواسطة الهواء وتتراوح سعتها ما بين 700 و980 سنتم مكعباً، وقد عرفت تحت اسم"V3". ولم ينته هذا المشروع عند هذا الحد بل تبعته سلسلة من سيارات نموذجية تحت اسم"فولكسفاغن 30"التي صنّعت 30 نموذجاً منها، بعدما خضعت إلى عدد من الاختبارات والتجارب جاءت كلها إيجابية. بعد ذلك، كان القرار بإطلاق عملية الانتاج في تشرين الأول أكتوبر 1938، وعلى رغم أن 169741 شخصاً تقدموا بطلب شراء هذه السيارة ودفعوا ثمنها سلفاً، إلا أن دخول ألمانيا غمار الحرب العالمية الثانية قلب الوضع رأساً على عقب، فأوقف المصنع إنتاج السيارات التجارية ليتحول إلى الإنتاج العسكري. لتجد الشركة الألمانية نفسها بعد الحرب أمام مجموعة من الدعاوى القضائية التي تقدم بها كل الذين لم يتسن لهم الحصول على سياراتهم، بعدما دفعوا ثمنها مسبقاً. لكن الشركة كانت في وضع يستحيل معه تنفيذ الالتزامات لأن مصانعها كانت مدمرة ولم تتمكن من العودة إلى حالها الطبيعية إلا عام 1948، لتحقق ما يشبه المعجزة التجارية في ما سمي Volkswagen Phenomenon، والتي تحققت من خلال طراز"فولكسفاغن"الذي أنتج بالملايين وقد زود بتشكيلة من المحركات أبرزها محرك 1600 سنتم مكعب الذي لاقى نجاحاً كبيراً، ما مكّن الشركة التي كانت على حافة الانهيار من التحول إلى كسر رقم طراز فورد"تي"بمبيعات تخطت 15 مليون وحدة عام 1972 قبل سنوات من وقف إنتاج هذا الطراز. فولكسفاغن"كوكسينيل"أو"الخنفساء"كما يحلو للبعض أن يسميها نجحت في الحصول على إعجاب المستهلكين في أقطار العالم، محققة رقماً قياسياً غير مسبوق. وقد تميزت بمقدمتها المنحنية مع مصابيحها الدائرية ورفاريفها المتفردة بتصميمها والمصدّ الامامي النافر. كذلك تنفرد هذه السيارة بتصميم مؤخرتها ومصابيحها التي تزيد من شخصيتها المحببة والتي عمد مهندسوها إلى ركن المحرك في الجهة الخلفية، فيما خصصت الجهة الأمامية لتوضيب الأغراض. هذه السيارة العريقة بتاريخها والتي سمحت لفولكسفاغن بالعودة ليس فقط إلى خريطة صناعة السيارات في العالم، بل إلى اعتلاء منصة أكبر صانعي السيارات في القارة أل الأوروبية بعد حرب مدمرة دفعت الأمير الراحل رينييه دو موناكو إلى امتلاك طراز لافت منها وهو فولكسفاغن 1600 طراز عام 1976، انضم بلونه الأزرق السماوي الى مجموعته المميزة في متحف خاص في موناكو.